مواجهة مثيرة من المقرّر أن يشهدها مكتب قاضي التحقيق باستئنافية مراكش، مولاي إسماعيل احتيتش، يوم الخميس القادم 11 فبراير الجاري، بين الضحايا الأربعة المصابين بجروح متفاوتة الخطورة خلال المواجهات الدامية التي شهدها محيط كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التابعة لجامعة القاضي عيّاض بمدينة مراكش، مساء يوم السبت 23 يناير الفارط، بين طلبة صحراويين وأمازيغ، وبين خمسة متهمين، من أصل 11 ، المعتقلين على خلفية الأحداث نفسها. هذا، ومن المقرّر أيضا أن يستمع القاضي احتيتش إلى ذوي الحقوق من عائلة الطالب عمر خالق، الذي توفي، في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء 27 ينارير المنصرم، بمصلحة العناية المركزة بقسم الإنعاش بمستشفى ابن طفيل بمراكش متأثرا بالجروح التي أصيب بها خلال الموجهات نفسها، بعد تعرّضه للضرب بواسطة قضيب حديدي في أنحاء مختلفة من جسده، تسببت له في نزيف دموي كبير و هبوط حاد في الدورة الدموية،ليتم نقله إلى المستشفى الذي أجريت له به عملية جراحية، وظل يرقد به، طيلة أربعة أيام، خاضعا للتنفس الاصطناعي، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وينحدر الضحية عمر خالق من دوار "إكنيون" بجماعة "بومالن دادس بإقليم تنغير،التي ازداد بها في سنة 1990،قبل أن يحصل على شهادة الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش،ويعمل حارسا بإحدى شركات الأمن الخاص،في الوقت الذي ظل فيه مرتبطا بالحركة الطلابية منتميا إلى "الحركة الثقافية الأمازيغية". وفي إطار التحقيق الذي يجريه في الملف نفسه، من المنتظر أن يستنطق قاضي التحقيق، يوم الخميس 25 فبراير الجاري، المتهمين الستة الباقين، على أن يجري في نهاية جلسة الاستنطاق التفصيلي مواجهة أخرى بين المتهمين الستة والضحايا الأربعة. يشار إلى أن المحامي عبد الرزاق العزوزي، من هيئة مراكش، الذي يؤازر المتهمين، سبق له أن تقدم بملتمس، بتاريخ الأربعاء 27 يناير المنصرم، من أجل تمتيعهم بالسراح المؤقت، وهو الملتمس الذي رفضه قاضي التحقيق، معللا قراره ب "خطورة الأفعال الإجرامية المرتكبة"، قبل أن يقرّر متابعتهم في حالة اعتقال، ويحرّر أمرا مكتوبا، في حدود الساعة الواحدة والنصف من صباح اليوم نفسه، بإيداعهم السجن المحلي"لوداية".