توفي الطالب عمر خالق، صباح اليوم الأربعاء، متأثرا بالجروح التي أصيب بها خلال المواجهات الدامية التي شهدها محيط كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التابعة لجامعة القاضي عيّاض، بمدينة مراكش، مساء السبت المنصرم، بين طلبة صحراويين وأمازيغ، وأسفرت عن إصابة 5 طلبة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهم إلى مستشفى بابن طفيل، حيث تلقوا به الإسعافات الأولية وغادروه بعد ساعات قليلة. وقد أجريت للطالب خالق عملية جراحية بقسم المستعجلات بالمؤسسة الاستشفائية نفسها، إثر تعرّضه للضرب بواسطة قضيب حديدي في أنحاء مختلفة من جسده، تسببت له في نزيف دموي كبير وهبوط حاد في الدورة الدموية، ليتم نقله بعدها إلى مصلحة العناية المركزية بقسم الإنعاش، حيث ظل يرقد طيلة أربعة أيام. وأخضع الأطباء الضحية طيلة الأيام الماضية للتنفس الاصطناعي، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في الساعات الأولى من صباح اليوم، ويتم نقله إلى مستودع حفظ الأموات بحي باب دكالة. وينحدر عمر خالق، آخر ضحايا العنف الجامعي، من دوار "إكنيون" بجماعة "بومالن دادس" بإقليم تنغير، التي ازداد بها في سنة 1990، قبل أن يحصل على شهادة الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، ويعمل حارسا بإحدى شركات الأمن الخاص، غير أنه ظل مرتبطا بالحركة الطلابية منتميا إلى "الحركة الثقافية الأمازيغية". وكانت المصالح الأمنية بمراكش قد أوقفت، مساء الأحد الماضي، أربعة طلبة للاشتباه في تورطهم في المواجهات الدامية ليوم السبت، يتابعون دراستهم بجامعة ابن زهر بمدينة أكادير، وقد حضروا إلى مدينة مراكش في إطار دعم فصيل طلابي، قبل أن يدخلوا في أعمال عنف بمحيط كلية الآداب في مواجهة فصيل آخر، ليتم وضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث التمهيدي الذي يُجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بينما لا زالت التحريات متواصلة لتوقيف باقي المشتبه فيهم في هذه المواجهات، والذين أكدت مصادر مطلعة ل"اليوم 24″ بأن الأمر يتعلق بثمانية طلبة صدرت في حقهم مذكرة بحث وطنية.