أصبح فيروس «زيكا» الذي ظهر مؤخرا في دول أمريكا اللاتينية قريبا من الحدود الشمالية للمغرب، بعدما تم تسجيل ثلاث حالات للإصابة به في إسبانيا الجمعة الماضي. وزارة الصحة المغربية، سارعت بمجرد إعلان اكتشاف الفيروس في الدولة الإيبرية، إلى إعلان عدم تسجيل أي حالة لهذا الفيروس بالمغرب، مشيرة إلى اتخاذها تدابير «وقائية تهدف إلى تعزيز نظام المراقبة الوبائية داخل المنظومة الصحية،» من أجل الترصد والكشف المبكر عن أي حالة إصابة بهذا المرض قادمة من الدول الموبوءة. كما قررت دعم قدرات المختبرات الوطنية للصحة العامة، و»كذا توفير المستلزمات الطبية اللازمة، مع تكثيف نظام المراقبة الوبائية والأنتمولوجية ببلادنا». ووجهت وزارة الصحة إرشادات إلى المغاربة لتفادي دخول الفيروس إلى المغرب، ومن ذلك نصح جميع المواطنات والمواطنين الذين ينوون السفر إلى البلدان التي ظهر بها الفيروس، باتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من لسعات البعوض، وذلك باستعمال المواد الطاردة للحشرات وارتداء ملابس تغطي معظم الجسم قدر الإمكان، والنوم تحت شبكات الوقاية من البعوض، مع إبقاء الأبواب والنوافذ مغلقة. مصادر من وزارة الصحة، قالت ل»أخبار اليوم»، إن الفيروس لا ينتقل بالعدوى من الإنسان إلى الإنسان، وإنما ينتقل عبر لسعات نوع من البعوض، ولهذا ينصح بتغطية معظم الجسم، لتجنب اللسعات. وتأتي هذه الاحتياطات، بعدما بلغ عدد الدول التي سجلت بها حالات إصابة بهذا الداء 24 دولة، معظمها من دول أمريكا اللاتينية، كما أنه تم تسجيل بعض الحالات بكل من أوروبا وأمريكا الشمالية. وزارة الصحة أفادت أن مرض فيروس «زيكا» يعد من الأمراض التعفنية المستجدة التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة نوع خاص من البعوض، يسمى البعوضة الزاعجة المصرية (Aedes Aegypti)، وغالبا ما تكون أعراضه خفيفة أو منعدمة عند 80 في المائة من المصابين ولا تشكل أي خطر على حياة الإنسان. وحسب معطيات منظمة الصحة العالمية، فقد لوحظ أثناء التفشي الواسع النطاق للفيروس، احتمال وجود مضاعفات عصبية (syndrome de Guillain Barré)، وزيادة في عدد الأطفال المصابين بصغر الرأس (microcéphalie)، لكن منظمة الصحة العالمية لم تتوصل إلى إثبات العلاقة السببية ما بين هذه المضاعفات وفيروس «زيكا». وظهر فيروس «زيكا» في البداية في إفريقيا في الأربعينات والخمسينات، إلا أنه منذ ماي 2015 بدأ يتفشى بسرعة في البرازيل، التي نصحت مواطنيها بتجنب الحمل في هذه الفترة نظرا إلى ظهور ولادات برأس صغيرة، كما ظهر في دول أخرى مثل بوليفيا وكولومبيا وجمهورية الدومنيكان وإكوادور والسلفادور وغواتيمالا وهاييتي وهندوراس المكسيك وبنما وباراغواي وبورتو ريكو وفنزويلا وغيرها. كما أن المصالح الوطنية الصحية بالولايات المتحدة حذرت من أن الوضع الراهن بمثابة «انتشار وبائي ملحوظ». وتوقعت منظمة الصحة العالمية انتشار الفيروس في الأمريكتين، لكن هناك توقعات بانتشار أكبر في آسيا.