على بعد أيام من انعقاد المؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي سيفتتح الجمعة 22 يناير الجاري، أبدى حسن بنعدي، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، تحفظه على تولي إلياس العماري، الرجل النافذ في الحزب، منصب الأمانة العامة للحزب خلفا لمصطفى الباكوري، الأمين العام الحالي. بنعدي قال، إن وصول إلياس العماري إلى قيادة الحزب سيعد «استفزازا لعدد من القوى»، مضيفا: «أن أحد قادة العدالة والتنمية قال لي: إذا وصل إلياس إلى أن يصير أمينا عاما للحزب، فإننا لن نحتاج إلى تنظيم حملة انتخابية». حسب بنعدي، الذي كان قد غادر الحزب، بعد خلافات وتوارى إلى الظل، فإن: «العماري يلعب دورا مهما في «البام»، لكن يجب أن يكون في مواقع خلفية، لأنه يدبر الانتخابات ويشرف على التدبير المادي داخل الحزب، وله خبرة في هذا المجال، ويجب أن يستمر في هذا الاتجاه». وكان العماري قد أعلن في تصريحات صحافية نيته الترشح لقيادة الحزب، شريطة عدم تقدم الباكوري لولاية ثانية، وعدم ترشح فاطمة الزهراء المنصوري للقيادة. لكن بنعدي يعارض، أيضا، ترشح فاطمة الزهراء المنصوري، وكذا أحمد اخشيشن، وعن ذلك يقول: «لا يجب على الحزب أن يتجه إلى تشبيب أو تأنيث القيادة، فقط من أجل التأنيث أو التشبيب، وإنما يجب أن تكون الشروط متوفرة للشباب للصعود للقيادة وللنساء كذلك»، مضيفا «بالنسبة إلى حالة فاطمة الزهراء المنصوري، فإن هناك مشكلا لأنها كانت عمدة لمدينة مراكش، والديمقراطية المحلية لم تجدد لها خلال الانتخابات، ولهذا يصعب عليها بعدما خرجت من تجربة بنتيجة معينة، أن تطلب منها أن تقود المعركة المقبلة على رأس الحزب». أما بخصوص احتمال ترشح إلياس العماري وأحمد اخشيشن، قال بنعدي: «إنهما رئيسان لجهتي مراكش والشمال، ويجب عليهما التفرغ لتسيير جهتهما، مثلما تفرغ حكيم بنشماش لرئاسة الغرفة الثانية». وضمن هذا السياق دافع بنعدي، الذي سيحضر المؤتمر المقبل ل»لبام»، على استمرار مصطفى الباكوري، أمينا عاما للحزب، وقال: «الأحزاب كلها أجلت المؤتمر إلى ما بعد الانتخابات، في حين قرر «البام» عقد مؤتمره، لذلك يجب عليه التحلي بالحكمة لكي تستمر القيادة الحالية إلى ما بعد الانتخابات». بنعدي وصف ترشح مصطفى الباكوري، لرئاسة جهة الدارالبيضاء ب»الخطأ»، وقال: «ومع ذلك، لا شيء يمنع المجلس الوطني للحزب فيما بعد أن يعطيه تفرغا». وأكد بنعدي أنه أبلغ هذا الموقف إلى المعنيين مباشرة، سواء العماري أو اخشيشن، مضيفا: «أقول هذا الكلام، لأنني أومن بهذا المشروع، ومقتنع به، وأنا أول أمين عام لهذا الحزب، كما أومن أن هذا الطريق سيكون مخرجا للبلاد، وسينفع المغرب في المستقبل»، محذرا من أنه «إذا انتهى «البام»، وبقي في الساحة فاعل وحيد، فإنه سيتغول مع الوقت»، في إشارة إلى البيجيدي..