بقدر ما تفجر فجأة التوتر بين الرباطوالسويد، على خلفية اعتزامها إعادة النظر في موقفها من قضية الصحراء، طوي الملف بشكل رسمي اليوم الجمعة، بعد أشهر من الترقب، وبعد أن اختارت الرباط التصعيد في مواجهة نية هذا البلد الأروبي الاعتراف بجبهة البوليساريو ودولة في منطقة الصحراء. فقد تحركت الآلة الدبلوماسية المغربية سريعا لتطويق كل انعكاسات سلبية في الموقف السويدي، لتكون من نتائج ذلك إصدار الخارجية السويدية موقفنا لافتا وحاسما من القضية. الخارجية السويدية ذكرت، في بلاغ رسمي، توصل به "اليوم 24″ اليوم الجمعة، أنها "لا تنوي الاعتراف باستقلال الصحراء الغربية"، مشددة على أن الوضع في المنطقة يختلف تماما عن الأوضاع في الدول التي سبق لها الاعتراف بها، وهي نتيجة مرضية للرباط، التي تحركت منذ البداية لمحاصرة أية تداعيات كانت ستتجاوز هذا البلد إلى دول الجوار. الخارجية السويدية أوضحت، كذلك، أنها تدعم موقف الأممالمتحدة، التي ترغب في إيجاد حل تفاوضي عادل ومقبول للطرفين، وهو موقف أغلب الدول الأروبية، وكلاسيكي يفسح المجال للأمم المتحدة لإنجاح الوساطة، مع المحافظة على معطيات الأمر الواقع والحالي، وهو أن المغرب يفرض سيادته على الأرض في أفق إيجاد تسوية سياسية. وعبرت السويد عن دعمها الصريح لما أسمته "رؤية الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وعمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة للصحراء الغربية، كريستوفر روس"، الذي لا تنظر الرباط بعين الرضا لتحركاته ومقترحاته. هذا وأعلن التلفزيون السويدي العام، أمس الخميس، أن حكومة السويد كانت تدرس إمكانية الاعتراف باستقلال الصحراء، لكنها تخلت عن هذه الفكرة. ومباشرة بعد كشف توجه السويد إلى إعادة تقييم الموقف من قضية الصحراء، قرر المغرب مقاطعة كل الشركات والمنتجات السويدية، كما أكد من خلال وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، على ضرورة أن تعيد السويد النظر في قرارها. كما قامت أحزاب سياسية بزيارات إلى البلد الأسكندنافي لشرح الموقف المغربي ومحاصرة التغلغل الانفصالي، وبعد عودة القيادات الحزبية أكدت على تفهم المسؤولين السويديين والسياسيين هناك للموقف المغربي، وأنهم تعهدوا بالتفكير مليا في أي قرار.