أوسلو/30 شتنبر 2015/ومع/ قال الفاعل الجمعوي بالنرويج نور الدين البوكيلي، اليوم الأربعاء، إن موقف الحكومة السويدية الأخير من قضية الصحراء المغربية " لا يخدم مسلسل إيجاد حل عادل ومستدام" لهذه القضية. ووصف البوكيلي، الذي يعتبر من بين أبرز نشطاء المجتمع المدني بالنرويج، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، تصرف الدولة السويدية بأنه "خطوة خطيرة" تدل على عدم دراية كافية بملف الصحراء المغربية ولا بالوضع الحالي داخلها. وأشار إلى أن خطوة السويد ستكون لها انعكاسات سلبية على مصداقيتها وعلى صدقية خطابها السياسي الأممي، لا سيما أن هذا البلد الاسكندنافي يساير دائما توصيات الأممالمتحدة والملفات العادلة، مذكرا في هذا السياق بدعوة مجلس الأمن إلى إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء المغربية. وبعدما أكد أنه من المفروض أن تنخرط السويد في اتجاه إيجاد هذا الحل، أبرز نور الدين البوكيلي رئيس "جمعية الرحمة للإغاثة الإسلامية بالنرويج"، أنها زاغت بهذا الموقف عن الطريق الصحيح، وهو "أمر غريب وخطير" ولا يصب في صالح دولة السويد على المستوى الأممي والإنساني. واعتبر البوكيلي،الذي يرأس جمعية ذات نشاطات إنسانية وثقافية في النرويج وخارجها، أن تصرف الحكومة السويدية الحالية يتناقض مع التزاماتها الأممية، رغم تصريحات رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين، في 15 شتنبر الماضي أمام البرلمان، التي عبر فيها عن الالتزام القوي لبلاده بتحقيق السلام والأمن في العالم. من جهة أخرى، لاحظ البوكيلي أن السويد تجاهلت من خلال تعبيرها عن عزمها الاعتراف بالجمهورية الوهمية، مقترح الحكم الذاتي الذي أشادت به الأممالمتحدة،مع العلم أن السويد نفسها أيدت الجهوية الموسعة المطبقة في عدد من البلدان الاسكندنافية، والصلاحيات المخولة لها أقل بكثير مما يطرحه المغرب في الأقاليم الجنوبية. ووبعد ان أكد وجود ازدواجية للمعايير لدى السويد، أعرب البوكيلي عن الأسف لكون هذا البلد انزاح عن قول الحق . كما دعا إلى تكثيف العمل الدبلوماسي الموازي في البلدان الاسكندنافية والتواجد بشكل دائم في المحافل التي تعنى بالقضية الوطنية في هذه البلدان، لا سيما أن هناك تشابها في مقاربة السياسية الخارجية بالمنطقة. وشدد أيضا على ضرورة أن تعيد السويد حساباتها تجاه المغرب وتستفيد من خلاصات بيتر فان فالسوم، المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، الذي أكد أن "استقلال الصحراء ليس خيارا واقعيا". وشدد أيضا على أن التدخل في مسلسل السلام الجاري تحت رعاية الأممالمتحدة "يمكن أن يشكل سببا آخر لجعل الحل يتأخر كثيرا، مما يساهم في إبقاء المشاكل الأمنية في المنطقة خاصة مع عصابات الجريمة العابرة للحدود والجماعات الإرهابية التي تستفيد من الوضع الحالي". يذكر أن ما يسمى بنزاع الصحراء "الغربية" هو نزاع مفروض على المغرب من قبل الجزائر، التي تمول وتحتضن فوق أراضيها بتندوف الحركة الإنفصالية (البوليساريو). وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي. ويعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.