رغم أن الشائع هو أن أغلبية رجال الأعمال لا يهتمون سوى بالربح الذي يضعونه ضمن أولوياتهم، ولو على حساب معاناة مستخدميهم، إلا أن هناك استثناءاتٍ لهذه القاعدة. فمن بين الأغنياء من ينتبه للدور الذي لعبه ويلعبه العمال في مسار تكوين ثروتهم، ويسعى لمكافأتهم بطريقة الخاصة على هذا العمل، وقد تكون المكافأة جزءا من ثروة ساهموا في جمعها. وكمثال على ذلك، قرر أحد الأثرياء مكافأة مستخدميه، اعترافا بمجهودهم، فقام مؤخرا بتوزيع حوالي ملياري سنتيم على عماله الحاليين وحتى السابقين. هذا القرار جاء بمناسبة السنة الميلادية الجديدة 2016، وكانت المكافآة عبارة عن مبالغ مالية تختلف قيمتها حسب الأقدمية في الشركة. وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الأطفال الصغار "بابّا نويل" (الأب نويل) ليحمل لهم هدايا بمناسبة أعياد الميلاد ، حمل الثري معه أيضا شيكات بمبالغ مهمة جدا لمستخدمين أفنوا زهرة عمرهم بين جدران مصانع شركته. وتراوحت قيمة الشيكات ما بين 11 مليون سنتيم للشخص الواحد لمن قضى مدة طويلة، و 2 مليون سنتيم للمبتدئين، مرفوقة برسالة شكر وامتنان على المجهودات التي قاموا بها. وتركت خطوة رجل الأعمال الإيطالي "بييرو ماكّي" ، صدىً طيبا ليس فقط لدى من شملته الإلتفاتة الإنسانية، بل حتى في أوساط كل عمال إيطاليا، بل وكل من علِم بها. الثري الإيطالي يملك شركة كبيرة متخصصة في صنع البلاستيك أسسها سنة 1957، حيث بدأ بتصنيع أغطية قارورات المياه في منزله ببلدة تابعة لإقليم "فاريزي " شمال إيطاليا، لِتتطور شركته "إينو بلاستيك " إلى أن صارت لها فروع في أمريكا وإسبانيا ونيوزيلاندا، وأستراليا. وتوفي صاحب الخطوة الإنسانية الجميلة في شهر يوليوز الماضي عن سن ناهزت 87 سنة ، لكن قبل وفاته ذهب عند موثق وكتب وصيته بتدقيق، ولم ينسَ أن يوصي بضرورة تنفيذها مع نهاية سنة وفاته، وذلك لتتصادف مع نهاية السنة، وهي الفترة التي يتبادل فيها الإيطاليون الهدايا بكثافة. ومباشرة بعد وفاته أخبر الموثق زوجته وابنته المسيرتان الجديدتان للشركة بالوصية لِتشرعا بتنسيق معه بتنفيذها، وبالتالي توزيع مليون و700 ألف أورو على ما مجموعه 250 مستخدما.