عاش مطار فاس– سايس الدولي حالة استنفار أمني، عقب ضبط طفل، يبلغ من العمر تسع سنوات، وينحدر من مدينة مكناس، بعد أن نجح في اخترق أجهزة المراقبة بالمطار وتمكن من أخذ مقعد داخل طائرة تابعة لشركة "راينار"، كانت تستعد للإقلاع صوب مطار فرانكفورت الألمانية. الحادث، بحسب مصدر أمني بالمطار، وقع أول أمس الثلاثاء، حينما كانت مستخدمة بالشركة السويسرية الدولية للخدمات الأرضية والشحن "سويس بور" Swissport"، تقوم، رفقة إحدى المضيفات، بعملية التأكد من عدد الركاب ومراقبة المقاعد المخصصة لهم في التذاكر، لكنهما فوجئنا بوجود الطفل، والذي أخذ مقعده بالطائرة، حيث سألته المستخدمة عن تذكرته و عن مرافقه، فكانت المفاجأة التي لم تخطر على بال الجميع، حينما اعترف، وهو يتحدث باللهجة السورية، أنه لا يملك جواز سفر أو تذكرة طائرة، وأنه ليس بحوزته سوى عقد ازدياد، الذي كان كفيلا بكشف أمره كونه طفلا مغربيا من مدينة مكناس، وأنه انتحل صفة طفل سوري للسفر كلاجئ إلى ألمانيا متخفيا داخل الطائرة. وكشفت المعطيات التي حصل عليها "اليوم24″ من مصادره أن الطفل المكناسي، والذي ينتظر أن يحال على قاضي الأحداث بالمحكمة الابتدائية بفاس، اعترف للمحققين بأنه غادر بيت أهله منذ أزيد من سنة، وأنه يعيش متشردا في شوارع العاصمة الاسماعلية، يتسول بين مدارات طرقها، حيث اضطر إلى تعلم اللهجة السورية لنيل عطف الناس، والذين لم يعودوا يهتمون لحال المتسولين المغاربة، بحسب أقوال الطفل، إلى أن تبادرت إلى ذهنه فكرة السفر إلى ألمانيا بسبب ما سمعه من السوريين الذين كان يعاشرهم يوميا بشوارع مكناس، بخصوص نجاح عدد منهم من السفر إلى ألمانيا والعيش فيها في أماكن مخصصة للاجئين السوريين. وأضافت المصادر ذاتها أن الطفل المغربي قام بتجميع المعلومات عن المطار وتوقيت الطائرة المتجهة إلى ألمانيا، قبل أن يهيأ خطته لاختراق الحواجز الأمنية بالمطار، بحيث نجح في الوصول إلى قاعة الإركاب، واشترى ما يحتاجه من أكل من الحلويات من متاجر "فري طاكس"، وظل ينتظر بدون أن ينتبه إليه أي أحد موعد التحاق المسافرين على متن الطائرة الألمانية، حيث حرص خلال المغادرة على الظهور بمرافقته لبعض المسافرين، وصعد إلى الطائرة وأخذ مقعدا، لكن حلمه توقف دقائق قليلة عن موعد إقلاعالطائرة، حينما كشفت أمره مستخدمة "سويس بور" Swissport" وإحدى مضيفات الطائرة. وعلم الموقع أن حادث ضبط الطفل المغربي على متن الطائرة الألمانية كانت له تداعيات خطيرة، أولها احتجاج ربان شركة "راينار" على الحادث وكيفية اختراق الطفل لكل الحواجز الأمنية بالمطار، حيث هد بنقل احتجاجه على الوضع الأمني بالمطار إلى المنظمة الدولية للطيران "اياتا"، فيما ردت إدارة المطار والسلطات الأمنية بفتح تحقيق مع سبعة أمنيين بالمطار، مكلفين بمراقبة المسافرين عبر أول بوابة لمراقبة جوازات سفرهم وتذاكر الإركاب وصولا إلى قاعة الإركاب. من جهته كشف مصدر أمني، رفض الكشف عن اسمه، أن تدبير الموارد البشرية يبقى العائق الأساسي والمتسبب في مثل هذه الحوادث، والتي سبق لمطار فاس سايس أن عاشها في السابق، منها اختباء شاب تحت عجلات طائرة كانت متجهة إلى باريس، حيث أسر المصدر الأمني للجريدة أنه على الرغم من معدات المراقبة التي يوفرها المكتب الوطني للمطارات، فإن غياب العدد الكافي من العنصر البشري لشرطة المطار يحول دون تأمين الإجراءات الأمنية بالمعابر بالكيفية المتعارف عليها دوليا بمختلف مطارات العالم، خصوصا وأن مطار فاس الدولي يعرف تشييد محطة جوية جديدة على مساحة إجمالية تصل إلى 17 ألف متر مربع عملية، الهدف من إقامتها توسيع منشآت المطار والرفع من طاقته الاستقبالية لتصل إلى 5 ر2 مليون مسافر في السنة، مقابل 500 ألف مسافر المسجلة حاليا.