أحبطت كل من مصالح الأمن والدرك الملكي، مساء أمس الأربعاء، عملية اختطاف محكمة أقدمت عليها عصابة مكونة من شخصين، استهدفت طفلا في الرابعة من عمره، جرى اختطافه من روض عمومي بمدينة القصر الكبير، قبل أن تتصل العصابة بوالده وتطالبه بفدية مالية مقابل تحرير فلذة كبده. وعلم "اليوم 24″ من مصدر مطلع، أن شابا يبلغ من العمر 27 سنة، هو من أقدم، صباح أمس الأربعاء، على عملية الاختطاف التي هزت ساكنة القصر الكبير، حيث توجه إلى روض يوجد بحي المرينة يتلقى الطفل فيه الدروس الأولية للقراءة والكتابة، وادعى أنه من عائلته، مستغلا تعرف الطفل عليه، لكونه ألف رؤيته في متجر والده، ليختطفه على متن سيارة مكتراة إلى وجهة بضواحي المدينة، قبل أن يربط الاتصال بوالده ويطالبه بدفع مبلغ مالي حدده في 5 ملايين سنتيم ك"فدية" مقابل تحرير ابنه وإرجاعه إليه سالما. ورغم أن المختطف حذر والد الطفل من إخبار مصالح الأمن، إلا أن حرقة الأب دفعته إلى إشعار مسؤولي مفوضية الأمن بالقصر الكبير، حيث جرى التنسيق بين مسؤولي الأمن والدرك، فتم رصد المكالمات الهاتفية التي كان يجريها المختطف مع والد الطفل، للتفاوض معه وحثه على دفع "الفدية"، حيث اقترح المختطف سحب المبلغ من وكالة بنكية، ليتخوف في آخر لحظة من انكشاف أمره بعد الإدلاء ببطاقته الوطنية، ليأمر الأب بتسليمه المبلغ خارج المدار الحضري، وبالضبط بمنطقة القشاشرة. وبينما استمر المختطف في التفاوض مع والد الطفل لحثه على دفع "الفدية" خارج المدار الحضري، في الوقت الذي كان مرافقه مكلفا بمراقبة الطفل داخل السيارة، تابعت مصالح الأمن والدرك عملية ترصد المكالمات بينهما، حيث تبين أن المختطف في طريقه إلى دوار أولاد شتوان بمنطقة القشاشرة، قبل أن يتخوف من إمكانية تطويقه واعتقاله، ليتخلص من الطفل والسيارة، ويفر هو ومرافقه الذي يبلغ من العمر 21 سنة، في اتجاه مدينة الرباط، حيث تم اعتقالهما مباشرة بعد وصولهما إلى العاصمة، وذلك بمحطة القامرة. وقد تمكنت مصالح الأمن والدرك من العثور على الطفل، حيث تم عرضه على طبيب للتأكد من سلامته الجسدية، في الوقت الذي كشفت المعطيات الأولية أن المختطف كان يشتغل مع والد الطفل في متجر لبيع المواد الغذائية، لكنه طرده مؤخرا من العمل، ما دفع المتهم إلى التفكير في طريقة للحصول على مبالغ مالية من مشغله السابق، فاهتدى إلى عملية الاختطاف وطلب فدية، حيث تم صباح اليوم الخميس، نقل المتهمين معا من الرباط إلى القصر الكبير للشروع في التحقيق معهما.