التأم صبيحة اول أمس الثلاثاء أمام مبنى قصر العدالة في تيزنيت، 120 شخصا يمثلون هيئات حقوقية ومدنية في وقفة عفوية للاحتجاج على تنامي اغتصاب القاصرين بشكل مريب في الشهور الأخيرة، آخرها الإفراج عن متهم متلبس باغتصاب قاصر. الوقفة التي دامت نحو ساعتين، شارك فيها نشطاء وناشطات ينتمون إلى هيئات مدنية تعنى بشؤون الطفل والأسرة، رفعوا يافطات ورددوا شعارات تناهض الاغتصاب وتدعو إلى تشديد العقوبات ضد مغتصبي الأطفال وعدم التساهل معهم. ومن بين الهيئات المشاركة في الوقفة الاحتجاجية، جمعية صوت الطفل، وجمعية بلسم لكفالة اليتيم، وجمعية إنصاف للمرأة والطفل، والفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان. قالت عزيزة إدلحسن، نائبة رئيسة جمعية إنصاف للمرأة والطفل والأسرة بتيزنيت في تصريح ل» اليوم»24، إن وقفة اليوم جاءت للتنديد بإطلاق سراح وحش آدمي اغتصب طفلا قاصرا عمره 14، ومضت قائلة: ليست هذه هي الحالة الأولى، بل سبقتها ست حالات اغتصاب رصدناها داخل هيئتنا، منها حالة الطفل أسامة ذي ال 11 ربيعا، وحالة الطفل رشيد ذي ال5 سنوات، الذي اغتصب بطريقة وحشية، وحالة الطفلة وئام ذات السنتين التي اغتصبت وقتلت. وطالبت إدلحسن جهاز القضاء باستصدار إدانات في حق مجرمي الطفولة، لأن ما حدث ويحدث يحز في النفس كثيرا. ومن بين الملفات التي فجرت غضب الرأي العام في المنطقة، متابعة «ع.ف»، وهو مستشار جماعي سابق، في حالة سراح بعد اعتقاله متلبسا بممارسة الشذوذ على طفل قاصر داخل سيارة بشاطئ أكلو (ضواحي تيزنيت)، إذ تم تكييف صك المتابعة في حق المشتبه فيه من تلبس جنحي إلى جنحي عادي. ومما جاء في محضر الضابطة القضائية للدرك بسرية تيزنيت أنه: «لدى اقترابنا من السيارة، نزل منها ومن أبوابها الخلفية شخص طاعن في السن وكذا شاب قاصر وهما يقومان بربط أحزمة سراويلهما». كما تضمن المحضر اعترافات الطفل الضحية الذي أقر خلال محضر البحث التمهيدي أنه توجه رفقة المستشار الجماعي إلى شاطئ أكلو قصد ممارسة الجنس. وزاد الطفل موضحا: «بعد أن ركنا السيارة على جنبات شاطئ أكلو، جلسنا معا في المقاعد الخلفية للسيارة، وبدأ المستشار السابق يتحسس ويتلمس جسدي وكذا قضيبي». وأقر الطفل القاصر، وفق محضر الضابطة القضائية، قائلا: «أعرف المتهم منذ ما يزيد عن أربعة أشهر، فقد مارس علي الشذوذ خمس مرات، وفي كل مرة يسلمني المستشار السابق مبلغ 100 درهم عقب كل علاقة جنسية، بحسب تصريحاته. بدورها، استنكرت الحقوقية فاطمة عاريف، رئيسة جمعية صوت الطفل، ما سمته «الفعل الشنيع في حق طفل أكلو، مستغربة في الآن نفسه إطلاق سراح المشتبه فيه رغم اعتقاله في حالة تلبس، وهو قرار يثير الكثير من المخاوف، ويشجع المجرمين على اغتصاب الأطفال من جديد، بحسب تعبيرها.