"مصائب قوم عند قوم فوائد". هذا المثل ينطبق تماماً على المغربية نبيلة، ابنة مدينة بني ملال، التي نشرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية صورها على أنها حسناء أيت بولحسن، قريبة "الإرهابي" عبد الحميد أباعوض، المتهم بكونه العقل المدبر للاعتداءات الإرهابية التي هزت باريس في مناطق مختلفة من عاصمة الأنوار، قبل أن يتم قتلهما في تدخل لرجال النخبة في مداهمة لشقة في ضاحية سان دوني، بعد ثلاثة أيام من الاعتداءات التي أسفرت عن مقتل 130 شخصا. نبيلة، التي انفرد"اليوم24″ بالحديث إليها ونقل تفاصيل بث صورها على الأنترنت على أنها "جهادية داعشية"، حصلت على تعويض من الصحيفة البريطانية وصل إلى 350 ألف أورو، أي ما يعادل 400 مليون سنتيم، غير أنه وحسب ما نقلته صحيفة "المساء" سقطت ضحية لمحاميها، الذي اعتقل وتم التحقيق معه بشبهة الاستيلاء على المبلغ، قبل عرضه على أنظار وكيل الملك ليتقرر وضعه تحت الحراسة النظرية، حيث وجهت له تهمة خيانة الأمانة، بعد أن نسب إليه "السطو" على المبلغ المالي الضخم. وعن قصة الصور التي تم ترويجها، تقول نبيلة في حديث سابق مع "اليوم 24" إنها عاشت مدة في فرنسا، وبالضبط منذ سنة 1998، قبل أن تعود إلى المغرب قبل ست سنوات، وهي مطلقة وأم لثلاثة أبناء. تقول بحرقة: "عدت للمغرب ومعي ابنتاي، فيما ابني البالغ من العمر 12 سنة بقي مع والده في فرنسا، حيث يتابع دراسته هناك". وزادت: "هناك تعرفت على صديقة مغربية اسمها "فوزية"، وكانت علاقتي بها قوية، قبل أن اكتشف بأنها إنسانة غير سوية، فابتعدت عنها"، وهي الصديقة التي تتهمها بتسريب صورها للصحافة. وبعد انفراد "اليوم 24′′ بنشر القصة الحقيقية للصور التي نشرتها وسائل إعلام دولية، وفي مقدمتها "دايلي ميل" البريطانية، اتصلت الأخيرة بنبيلة وقدمت لها اعتذارها عما وقع، ذلك أن مسؤولين من إدارة الصحيفة اتصلوا بها على هاتفها الخاص، ولجأوا إلى مترجم أبلغها اعتذارهم وأسفهم العميق على الزج بها في قضية حساسة لا علاقة بها لا من قريب أو بعيد. وأبلغ المترجم نبيلة، نقلا عن مسؤولي "دايلي ميل"، أن الخطأ الذي وقع جسيم، مشددين في حديثهم معها على حقها الكامل في اتباع الخطوات التي تراها مناسبة لرد الاعتبار، بما فيها اللجوء إلى القضاء. كما أبلغ المترجم نبيلة استياءهم العميق من الوقوع في مثل هذا الخطأ. هذا وأكدت نبيلة للموقع أن المسؤولين الذين اتصلوا بها أكدوا لها واقعة شراء الصور بمقابل مادي، رافضين الكشف عن الجهة التي باعتهم إياها على أنها "انتحارية باريس"، واكتفوا بالقول: "صحيح لقد اشترى صحفي ينتمي لهيئة التحرير صورك من شخص معين دفع له مبلغا ماليا للحصول عليها"، حيث أكد لهم أنها فعلا لانتحارية باريس.