بعد سلسلة من الاحتجاجات لم تأبه بها الجهات المعنية، تطورت الأحداث المتوترة بين الساكنة والطبيب الرئيسي بجماعة زومي بإقليم وزارة في اتجاه مأساوي. فحوالي الساعة الثالثة زوالا أمس الاثنين، والذي يصادف السوق الأسبوعي، هاجم عشرات المواطنين البيت الرئيسي للطبيب، وكسروا سيارته، قبل أن تحل فرق الدرك الملكي التي عملت على احتواء الموقف. وبحسب مصادر محلية، فإن الاحتجاجات عمرها أزيد من ثلاثة أشهر، والسبب فيها هو "سوء معاملة الطبيب الرئيسي، وإهماله للمرضى"، وقد تفاقم الموقف أكثر لما توفيت امرأة ورضيعتها قبل أسبوعين فقط، مما أدى إلى احتجاجات أقوى كانت تطالب بتنقيل هذا الطبيب. وحلت لجنة تفتيش من المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بوزان بالمركز الصحي لزومي على إثر حالة الوفاة تلك، في الوقت الذي سرت إشاعة تقول بأن الطبيب الرئيسي تم تنقيله إلى المستشفى الإقليمي بوزان بناء على قرار تأديبي، وقد خلّف ذلك ارتياحا وسط الساكنة، لكن الاحتجاجات ستعود بقوة قبل أيام لما عاد الطبيب نفسه إلى مقر عمله، دون أن يطرأ أي تغيير في علاقاته بالسكان. وتزامنا مع السوق الأسبوعي الذي يقصده سكان المناطق المجاورة، وهو اليوم المناسب لزيارة المركز الصحي كذلك من قبل المرضى، عادت الاحتجاجات من جديد، وانضم إليها كل الغاضبين، ومعهم تلاميذ المدارس، قبل أن تتطور الأمور إلى اقتحام السكن الوظيفي للطبيب، وتكسير سيارته، في حين احتمى المغضوب عليه بالدرك الملكي. وقال عمر حمزة، الكاتب الاقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن الاحتجاجات جاءت كرد فعل "ضد سلوكات الطبيب الرئيسي للمركز الصحي لما قام به من سلوكات استفزازية للمواطنين اذ عمل منذ عودته الى التهديد والقيام بسلوكات بعيدة عن مهنة الطب فرغم كل الصرخات التي وجهها المجلس والنقابات والجمعيات المحلية فان المسؤولين عن القطاع تعاملوا باستخفاف كبير واعتمدوا مبررات لا تقدر مصلحة الساكنة وممثليها".