في الوقت الذي كانت فيه الإنسانية جمعاء تخلد الإعلان العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي أقرته الأممالمتحدة ، ودعت الحكومات والمنظمات غير الحكومية إلى الاحتفال به يوم 25 نونبر من كل سنة ، وذلك بتنظيم جملة من الفعاليات والأنشطة تساهم في رفع وعي الناس حول مدى هذه المعضلة ، و عشية وضع الحركة النسائية المغربية اللمسات الأخيرة على وقفتها التحسيسية ( سلسلة الكرامة ) بهذه المناسبة بين المؤسسة التشريعية ووزارة العدل والحريات ، في هذا اليوم الأممي أبى الطبيب الرئيسي للمركز الصحي بجماعة زومي القروية الواقعة تحت النفوذ الترابي لعمالة وزان، إلا أن يؤكد أنه يعاكس التيار المدني الجارف ، ويقاسم نون النسوة مناسبتها بالإعتداء ماديا ورمزيا على ممرضة تعمل بنفس الوحدة الصحية ! يقول الخبر المؤلم كما حكته للجريدة وعززته بالوثائق الممرضة المعتدى عليها لطيفة السرحاني ، الحاملة للبطاقة الوطنية رقم L 462324 ، بأنها قد تعرضت للاعتداء بالضرب مع السب والشتم من طرف المشتكى به بصفته الطبيب الرئيسي للمكز الصحي بزومي ، وذلك حوالي الساعة الثامنة و45 دقيقة صباح يوم 25 نونبر . وتضيف الممرضة المحطمة نفسيا في شكايتها التي رفعتها إلى وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية بوزان مرفوقة بشهادة طبية تحدد مدة العجز في عشرة أيام قابلة للتجديد، بأن الطبيب المذكور ، «يتدخل في مسؤوليتي كممرضة شعبة القبالة مع ابتزازه للمواطنين ....أثناء الولادة». يذكر أن جريدة الاتحاد الاشتراكي سبق أن تعرضت بإسهاب في الكثير من أعدادها لتجاوزات هذا الطبيب الذي حول المركز الصحي إلى مكان للتشكي ، حيث هناك عشرات الشكايات ( تتوفر الجريدة على نسخ منها ) من مواطنين ومواطنات بجماعة زومي تضرروا من «تصرفاته المخلة بالقانون وتقاليد وأعراف المنطقة» تم رفعها إلى وزيرة الصحة السابقة ، والعامل السابق على إقليموزان ، والمندوب الإقليمي للصحة ، كما أن سكان المركز يتقدمهم التلاميذ، سبق أن نظموا خلال الموسم الدراسي الماضي سلسلة من الوقفات والمسيرات الإحتجاجية للتنديد بتصرفات هذا الطبيب ، وهو نفس المنحى الذي سارت عليها نقابات تشتغل في القطاع ، دون أن تتدخل الوزارة الوصية لردعه ووضع حد لتصرفاته ، و مصالحة ساكنة المنطقة مع المركز الصحي حتى تنال حقها بكرامة في الصحة التي يضمنها الدستور .