قال أحمد عبادي، رئيس الرابطة المحمدية للعلماء إن "الأمن الهوياتي، الذي كان يكمن في التمترس خلف اللغات لم يعد الآن قائما بسبب التطور الكبير الذي عرفه مجال التكنولوجيات الحديثة". وأضاف عبادي، الذي كان يتحدث، صباح اليوم الأربعاء، في مداخلة له بعنوان "الأمن الحضاري من وجهة نظر إسلامية" في ندوة حول الأمن المعلوماتي والمجتمعي" إن مفهوم الآخرية بدأ يضمحل ولم يبق بالشخوص والنتوء كما كان قبل"، مشيرا إلى أن العالم أمام مصفوفة جديدة، لا علاقة لها بالمصفوفات الحاضرة، فجيلا جديدا من التكنولوجيا على وشك الظهور سيضع حدا للحميمية الفردية، فما بالك بالحميمية الحضارية، إذ إن العالم يتقلص يوما بعد آخر. هذا التطور، حسب عبادي، جعل العالم يعرف مشاكل واحدة ومشتركة "فمشكلة الاحتباس الحراري تهم جميع الدول، على الرغم من أن أغلبها لم تساهم فيه، بينما كانت دول أخرى سببا فيها، وهو الأمر نفسه بالنسبة إلى مشكلة الايدز والإيبولا"، بحسب المتحدث نفسه. وبناء على ذلك، دعا أحمد عبادي إلى التفكير في وحدة المصير، "وإلا فإن الدمار إذا حل سيحل بالجميع، لذلك على الجميع أن يعمل من أجل تفادي الدمار"، يقول عبادي. وأشار المتحدث ذاته إلى أن الخوف وعدم التفكير في وحدة المصير، سبب إنفاق الأموال الباهظة على الأسلحة، التي لا تستعمل استحضاره. وأكد عبادي أن استحضار وحدة المصير سيؤدي إلى إعطاء مقترحات جديدة لانفاق هذه الأموال واستثمارها فيما يعود بالنفع على البشرية. ويرى عبادي أن براديغم الوحدة في المصير سيفرض التفكير الجماعي في مصير العالم، إلا أن هذا الأمر يواجه مشكلة الاستئثار بالخبرات في مراكز معلومة، داعيا إلى ما أسماه بالإحسان في الأفكار من خلال دعوة الباحثين ومراكز التفكير من أجل التطوع بجزء من وقتهم للتفكير في حل مشاكل بعض دول العالم كالمجاعة وغيرها، مشيرا إلى أن الإشكال في الجامعات الدولية هو عدم وجود رؤية تحدد الوجهة التي ينبغي أن يكون عليها العلم، تحول دون ارتداده إلى الدمار. براديغم وحدة المصير، بحسب رئيس الرابطة المحمدية للعلماء، سيفرض حتما التعاون على البر والتقوى وتقوية الحلم المشترك والعيش في ظل التنوع واحترام الاختلاف.