قال أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إن هناك ضروبا من التدافعات، تعرفها القارة الإفريقية في مجال الدين، كما العالم في سياقنا المعاصر، وهي تدافعات تأويلية بالأساس. وأوضح عبادي، الذي كان يتحدث، زوال اليوم الخميس، في مداخلة له بعنوان "الإسلام في إفريقيا وديناميات تغيير السلوك، خلال العشرية المقبلة، هل سيكون رافعة لاستدراك القصور المعرفي والسياسي والتنموي؟ أم يكون ذريعة للعنف والإرهاب؟"، ضمن فعاليات الندوة الدولية، التي تنظمها أكاديمية المملكة المغربية حول "إفريقيا كأفق للتفكير"، أن الجماعات المتطرفة تعتمد تأويلا ظاهريا وجامدا للقرآن، لا يتجاوز ظاهر النص، وينحصر في 500 آية، التي هي آيات الأحكام في حين أن كتاب الله يضم 6236 آية. وبناء على ذلك، لا بد من البحث عن الأبعاد الجوهرية لهذا التدافع، بحسب المتحدث، الذي لا يمكن أن ينطلق من فراغ، وإنما عبارة عن مشهد فيه جملة من الأحلام التي تستقطب اليافعين واليافعات والقادرين والقادرات. هذه الأحلام يمكن حصرها في أربعة: هي الوحدة، حيث إن الكل يريد وحدة الأقطار الإسلامية، وحلم "الصفاء" بما يعنيه من تطهير الدين من البدع، والكرامة و الحقوق، فضلا عن حلم الخلاص رغبة في التموقع ضمن الفرقة الناجية. وهذه الأحلام، بحسب رئيس الرابطة المحمدية للعلماء، لم تأت من فراغ، وإنما تنبني على مجموعة من الجراحات وهي: الترويج لوجود تآمر على العالم الإسلامي، وإسرائيل، فضلا عن المعايير المزدوجة في الأممالمتحدة، والإهانة في وسائل الإعلام والاختراق القيمي، ونهب الثروات، وتزوير "الجغرافيا والتاريخ". واعتبر عبادي أن مواجهة خطاب التطرف، الذي تنامى مع التطور التكنولوجي وانتشار الأنترنت في كل الدول الإفريقية، يتطلب بلورة مضمون معرفي بديل وقوي، لأن الصراع بحسبه يجري في حلبة المضمون، مبرزا أن هذا المد سيبقى مستمرا إذا لم نقم لمواجهته.