لقي جهادي مغربي جديد، انضم قبل ثمانية أشهر إلى صفوف التنظيم الإرهابي «داعش»، مصرعه إثر تنفيذه عملية انتحارية بسوريا، الخميس الماضي، تاركا وراءه زوجته وطفلته بين أيدي التنظيم الإرهابي. الشاب المغربي، البالغ من العمر 33 سنة، يُدعى بدر الدين الشاطيبي، ذا مستوى تعليمي ثانوي، ينحدر من الدارالبيضاء، وكان يقيم في مارتيل رفقة أسرته الصغيرة، حيث كان يعمل مياوما، تنقل بين مهن مختلفة، في مجال بيع المأكولات الخفيفة بالخصوص، قبل أن يقرر شهر مارس الماضي الالتحاق بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» رفقة كل من زوجته، البالغة من العمر 25 سنة، وابنته الوحيدة التي لا يتجاوز سنها ثلاث سنوات. الشاب المغربي كان معروفا بانطوائيته وانزوائه، إذ لم يكن يخالط سوى بعض الأشخاص من ذوي التوجه السلفي، كما لم يكن يتوفر على عمل قار، حيث تنقل بين مهن عدة، آخرها بيع الخبز، قبل أن يختفي عن الأنظار في شهر مارس الماضي إثر التحاقه بالتنظيم الإرهابي رفقة زوجته وطفلته وظلوا هناك، ولم يعلم أحد جديدا في شأنهم طوال تلك المدة إلى أن نفذ، يوم الخميس الماضي، عملية انتحارية ضد قوات النظام السوري. ويؤكد مرصد الشمال لحقوق الإنسان أن نصف الملتحقين المغاربة بصفوف التنظيم الإرهابي أصلهم من شمال المغرب، وجلهم من مدينة الفنيدق، تحديدا، بحوالي 300 مقاتل تتراوح أعمارهم بين 21 و38 سنة، مع العلم أن الأرقام الرسمية الأخيرة تشير إلى أن 1500 مغربي يقاتلون في صفوف الجماعات الإرهابية، من بينهم 224 معتقلا سابقا في إطار قضايا الإرهاب، و719 يقاتلون في صفوف «داعش»، يشملون أطفالا ونساء، ذلك أن أغلب الملتحقين من المتزوجين يأخذون معهم زوجاتهم وأطفالهم، حيث تشير معطيات وزارة الداخلية في هذا الخصوص إلى أن 240 امرأة و295 طفلا مغربيا التحقوا ببؤر التوتر في العراقوسوريا، بينما وصل عدد المغاربة، الذين لقوا حتفهم في صفوف «داعش»، حسب المعطيات المعلنة الشهر الماضي، إلى 405 من المتطوعين الجهاديين، 346 منهم قتلوا في سوريا، و59 في العراق. وقد عرفت الفترة الأخيرة مقتل عدد كبير من مغاربة التنظيم في عمليات متفرقة في سورياوالعراق أدت خلال أسبوع واحد فقط، إلى مقتل 10 مغاربة جلهم من مدن تطوانوالفنيدق ومارتيل، حسب ما كشف عنه مرصد الشمال لحقوق الإنسان خلال شهر نونبر المنصرم. وقبل عملية الخميس الماضي كان شاب مغربي آخر لقي حتفه في عملية انتحارية مماثلة، ويتعلق الأمر بتقني، يبلغ من العمر 27 سنة، ينحدر من مارتيل، التحق بالتنظيم قبل ثلاث سنوات من دولة قطر حيث كان يعمل، وظل هناك إلى غاية يوم السابع والعشرين من شهر نونبر الأخير، حيث لقي مصرعه في عملية انتحارية نفَّذها في أحد الحواجز الأمنية في سوريا، سقط على إثرها ثلاثة قتلى، بالإضافة إلى منفذ الهجوم.