لم يتوصل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بالرسالة التي وجهها إليه رجل الأعمال السعودي محمد حسين العامودي، رئيس شركة "كورال بيتروليوم"، المالكة لأزيد من 67 في المائة من رأسمال شركة "لاسامير"، بحيث أحيلت مباشرة على الديوان الملكي. وكشفت مصادر ل"اليوم 24" عن أن بنكيران لم يعلم بموضوع رسالة العامودي إلا من خلال وسائل الإعلام، حيث كان موقع "اليوم 24" أول من نشر خبرا عنها. وكان العامودي قد أكد في الرسالة ما قال إنها الأسباب التي جعلته يتجه إلى التحكيم الدولي، وأساسا المركز الدولي من أجل تسوية النزاعات الخاصة بالاستثمارات، وهي "هيأة تابعة للبنك الدولي، تتدخل كوسيط لفك النزاعات التي تنشب بين المستثمرين والحكومات". واعتبر العامودي، في رسالته التي وجه نسخة منها إلى محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، أن محاولة الحكومة الحجز على أصول شركة "لاسامير"، وبيعها في المزاد، في حالة عدم تسديد ديونها للجمارك، والتي تقدر بنحو 13.7 مليار درهم، هو تهديد للشركة وسلوك غير مشروع، وهو ما سرع، وفق الرسالة المذكورة، بلجوء شركة "كورال القابضة" إلى التحكيم الدولي. ووفق المتتبعين لأزمة "لاسامير"، التي تفجرت في الخامس من غشت الماضي، فإن وصول الرسالة إلى الديوان الملكي يعزز توقع العامودي بأن حل أزمة الشركة سيكون بتدخل من الملك محمد السادس، إذ سبق أن بعث إلى القصر رسالة يلتمس فيها التدخل، غير أن طلبه لم يلق أي رد. تجدر الإشارة إلى أن العامودي لجأ، أخيراً، إلى القضاء التجاري، لتسوية أزمة شركة تكرير البترول، حيث وضع طلبا للتسوية الودية لدى المحكمة التجارية في الدارالبيضاء، وقد قبل رئيس المحكمة التجارية طلب "لاسامير"، وعين مصالحا بين الشركة والدائنين، وقد اجتمع المسؤولون عن الشركة والدائنون، أول أمس الخميس، من أجل الوصول إلى حل لمشكل الديون المتراكمة على الشركة، والتي تقدر بنحو 8.5 مليار درهم للأبناك المغربية، و13.7 مليار درهم للجمارك.