قالت حكيمة حميش، رئيسة جمعية محاربة السيدا "ALCS"، إن الأرقام تشير إلى أن نحو 67% من حاملي فيروس فقدان المناعة المكتسبة المقدرين في المغرب لا يعلمون بوضعيتهم ولا يدركون إصابتهم بالفيروس، وأن مثل هذه النسبة من المتعايشين مع السيدا مستمرون في تجاهل هذه الحقيقة ولا يذهبون للتحليل، أو يقومون بذلك في مرحلة متأخرة. وذكرت حميش، في حوار مع "أخبار اليوم"، أن "السيدا" لايزال موضوعا يدخل في خانة "الطابوهات"، موضحة أن 28% ممن شملتهم دراسة لم يشاركوا حقيقة إصابتهم مع أي أحد من محيطهم. حسب آخر الإحصائيات المتوفرة، فإن عدد المتعايشين مع فيروس فقدان المناعة المكتسبة "السيدا" في المغرب يصل إلى 32 ألف شخص، إلى أي حد يعكس هذا الرقم واقع وضعية الداء في المغرب؟ الأرقام الرسمية لعدد حاملي الفيروس في المغرب تقدر بنحو 29 ألف شخص، وذلك إلى غاية أواخر سنة 2014. هذه التقديرات تستند إلى نماذج وطرق الإحصاء الموصى بها من طرف برنامج الأممالمتحدة المشترك لفيروس فقدان المناعة المكتسبة "السيدا"، وبالاعتماد على أفضل المعطيات المتاحة حول الإصابة بالفيروس استنادا إلى نظام الإخطار بالحالات المصابة ورصد عمليات التبرع بالدم، والمراقبة الوبائية، إلى جانب الدراسات الوطنية التي ترافقها دقة علمية عالية. إلا أن الأرقام تشير إلى أن نحو 67% من حاملي الفيروس المقدرين لا يعلمون بوضعيتهم ولا يدركون إصابتهم بالفيروس. من هنا فخلال الفترة ما بين 1986 و2014 وصل عدد حالات الإصابة التي تم تسجيلها لدى مصالح وزارة الصحة إلى 10.017 حالة إصابة بالسيدا، وأكثر من 50% من تلك الحالات تم تسجيلها خلال الفترة ما بين 2010 و2014. حالات الإصابة الجديدة والوفيات المرتبطة بداء "السيدا" خلال السنة الماضية تقدر على التوالي بما بين 2033 و1097 حالة. ونسجل هنا انخفاضا لعدد الإصابات الجديدة (2900 إصابة جديدة مع نهاية 2013)، إلا أنه مع ذلك لا زلنا نسجل دينامية مركزة ومنسقة للوباء على مستوى جهة سوس ماسة بالنسبة لعاملات الجنس، بنسبة انتشار تصل إلى 5%، وفي الشمال بنسبة انتشار في صفوف متعاطي المخدرات تصل إلى 25% في الناظور، و7% في تطوان.
تشتغلين منذ حوالي 30 عاما في مجال محاربة داء السيدا، هل تشعرين بأي تطور إيجابي على مستوى نظرة المجتمع للداء ولحامليه؟ العقليات في المغرب للأسف بعيدة عن التطور، والدليل أن حوالي 67% من المتعايشين مع السيدا في بلادنا مستمرون في تجاهل هذه الحقيقة ولا يذهبون للتحليل، أو يقومون بذلك في مرحلة متأخرة. السيدا لا يزال موضوعا يدخل في خانة "الطابوهات". ففي دراسة حول تشارك الأشخاص المصابين لوضعيتهم مع الآخرين، تبين أن 28% ممن شملتهم الدراسة لم يشاركوا حقيقة إصابتهم مع أي أحد من محيطهم. بالرغم من كل ذلك فقد قام، ولأول مرة في المغرب، شاب متعايش مع الفيروس بتقديم شهادة بوجه مكشوف، وذلك خلال أمسية تلفزية "سيداكسون" في السنة الماضية.
مجموعة من الأصوات تنادي بإلزام المقبلين على الزواج بإجراء تحاليل دم تشمل تحليل الكشف عن داء فقدان المناعة المكتسبة "السيدا" وذلك قبل الزواج. ما رأيكم في هذا المقترح؟ بالنسبة للنشطاء في مجال محاربة داء السيدا، وبالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، وكذلك برنامج الأممالمتحدة المشترك لفيروس فقدان المناعة المكتسبة، واحتراما لحقوق الإنسان، فإنه لا يجب إجبار أحد على الخضوع لفحص الكشف عن الإصابة بالسيدا. ومع ذلك فإن الفحص هو المدخل للعلاج، مع العلم أن الشخص الذي يخضع للعلاج اللازم لا ينقل المرض إلى الآخرين، ولذلك لا يجب تفويت أية فرصة للخضوع للفحص، كما يجب اقتراح الخضوع للفحص في مناسبات عديدة بشرح فائدته وجدواه. يجب اقتراحه قبل الزواج وأثناء الحمل وحين ظهور أية أعراض تشير إلى احتمال الإصابة، وكذا حين التعرض إلى أية مخاطر قد تؤدي إلى الإصابة، بما فيها الممارسة الجنسية غير المحمية.