بشكل رسمي، وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم السبت، مرسوما يتبنى سلسلة إجراءات اقتصادية عقابية، ردا على إسقاط الطيران التركي، الثلاثاء الماضي، لمقاتلة روسية قرب الحدود السورية. وأورد نص المرسوم الذي نشره الكرملين، على موقعه الرسمي، أن هذه الإجراءات التي أعدتها الحكومة الروسية، و"الهادفة إلى ضمان الأمن القومي وأمن المواطنين الروس"، تشمل حظر الرحلات التشارتر بين روسياوتركيا، ومنع أرباب العمل الروس من توظيف أتراك، وإعادة العمل بنظام تأشيرة الدخول بين البلدين. ورغم استمرار التصعيد بين تركياوروسيا على خلفية إسقاط أنقرة طائرة روسية على الحدود السورية، قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش، إن إسقاط الطائرة لم يكن عن قصد، وإن تركيا ما كانت لتسقطها لو علمت أنها روسية، في كلام شبيه لما تحدث به الرئيس رجب طيب أردوغان قبل يوم. وقال: "هناك علاقات اقتصادية عديدة مع روسيا، حتى الإعفاء من تأشيرة الدخول هو نوع من العلاقات الاقتصادية. وبسبب حساسية الموقف بين أنقرةوموسكو يمكن اتخاذ بعض التدابير، لكننا نأمل من هذه التدابير ألا تبقى سارية المفعول لفترة طويلة". ومن جانبها، كذبت واشنطن على لسان مسؤولين أميريكيين ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن روسيا أبلغت الجيش الأميركي بخطة طيران طائرتها قبل أن تُسقطها تركيا يوم الثلاثاء. وأكد المسؤولان الأميركيان اللذان تحدثا، شريطة عدم نشر اسميهما، أن الروس لم يكشفوا للولايات المتحدة عن تفاصيل دقيقة لعملياتهم الجوية في سوريا. ويأتي هذا النفي الأميركي على خلفية تلميح بوتين إلى أن الولاياتالمتحدة ربما نقلت خطط العمليات الروسية بشكل مفصل إلى تركيا. ومن ناحية أخرى، عززت روسيا الدفاعات المضادة للطائرات في سوريا من خلال الدفع بطراد حربي قبالة السواحل السورية، ونشر صواريخ جديدة في قاعدتها العسكرية هناك. وسيوفر النظام الدفاعي بعيد المدي الموجود على الطراد الحربي "موسكافا"، إضافة إلى نظام صواريخ "اس 400″، وذلك لتوفير الحماية لقواتها الجوية بالمنطقة. من جهته، أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن أسفه الشديد لسقوط الطائرة الحربية الروسية من قبل القوات الجوية التركية، كما تمنى عدم تكرار هذه الحادثة. وقال "نحن نشعر بالحزن للغاية جراء حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية من قبل قواتنا الجوية التي وقعت بالقرب من الحدود". وأضاف "نتمنى ألا يتكرر ذلك مرة أخرى، ولكن حدث ما حدث، نأمل ألا يحدث شيء من هذا القبيل مرة أخرى". وجدد تمسك بلاده بحقها في الدفاع عن مجالها الجوي إزاء أي اختراق. موقف أنقرة قابله تعزيز روسي عسكري متزايد في سوريا وسط اتهامات ومخاوف من سعي موسكو إلى عزل الحدود السورية التركية، ورفع وتيرة دعمها العسكري لقوات النظام.