وصفت صحفية روسية شهيرة، السبت 26 ديسمبر/كانون الأول 2015، سياسة الكرملين المتبعة حيال إسقاط تركيا الطائرة الروسية ب"الطائشة"، مؤكدة أن أنقرة حذرت موسكو بخصوص الانتهاكات الجوية قبل إسقاط المقاتلة الروسية. الصحفية يوليا لاتينينا انتقدت خلال مشاركتها في برنامج بإذاعة "إيهو موفسكي"، توجيه جندي روسي صاروخاً محمولاً على الكتف نحو مدينة إسطنبول التركية، في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أثناء عبور سفينة حربية روسية من مضيق البوسفور. لاتينينا تساءلت: "ماذا لو فرضنا أن الجندي (الثمل الأحمق) أطلق الصاروخ نحو مسجد في محيط المضيق؟ ما الذي سيحدث؟ أقولها بكل وضوح حتى الاتحاد السوفييتي ما كان ليترك سبب اندلاع الحرب العالمية الثالثة على يد بحّار ثمل". نحارب في روسيا فقط لأن بشار طلب ذلك وبخصوص إسقاط تركيا المقاتلة الروسية نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت إن "هنالك حقيقة مأساوية حيال إسقاط طائرتنا، وهي أننا لسنا على حق، لقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يعلم بوجود التركمان في سوريا، أي أننا تدخلنا في أرض (سوريا) لا نعلم طبيعتها، وكان تدخلنا فقط لأن الرئيس السوري بشار الأسد طلب منا ذلك". الصحفية الروسية خاطبت مواطنيها قائلة: "كما أن هناك أشخاصاً من جذور روسية يعيشون داخل أراضي كازاخستان، فإن هنالك أشخاصاً من جذور تركية (التركمان)، يعيشون داخل سوريا، وروسيا لا تعلم بذلك، بل وتحاول قصف التركمان عبر اختراق المجال الجوي التركي". وأوضحت لاتينينا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر شخصياً نظيره فلاديمير بوتين من تلك الانتهاكات، حيث قال بوتين لأردوغان: "اعتبروا (الطائرات) ضيوفاً"، وكان رد أردوغان له: "نحن بطبيعتنا لا نحب الضيوف غير المدعوين". وشددت لاتينينا على أن روسيا تجاوزت كل الحدود رغم التحذيرات التركية الواضحة والصريحة. حلف إيرانروسيا الصحفية تحدثت عن رفض روسيا أن تكون ضمن التحالف الدولي الذي يضم 80 دولة لمحاربة الإرهاب، وقالت إنها فضّلت أن تكون في مثلث حلف النظام السوري والإيراني، "أي أننا لم نختر سوى الدفاع عن نظام دموي قاتل، نحن في حرب مع العالم الإسلامي، علاوة عن ذلك نقاتلهم دون مشاركة الغرب، إذن هذه هي السياسة الروسية المعاصرة المرعبة، أرجو أن أكون مبالغة في وصفي". بداية الأزمة وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز "إف 16" أسقطتا طائرة حربية روسية من طراز "سوخوي 24"، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا)، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق، بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً، قبل أن تسقطها، فيما أكد حلف شمال الأطلسي "الناتو" صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادثة انتهاك الطائرة لمجالها الجوي. وعلى خلفية حادث إسقاط الطائرة شهدت العلاقات بين البلدين أزمة دبلوماسية، حيث أعلنت رئاسة هيئة الأركان الروسية قطع موسكو علاقاتها العسكرية مع أنقرة، إلى جانب فرض قيود على البضائع التركية المصدرة إلى روسيا.