جدد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، تأكيده بتنسيق روسيا لعملياتها العسكرية في سوريا مع نظام "الأسد"، وتقديم موسكووإيران كافة الدعم لذلك النظام، متسائلاً "هل يحاربون تنظيم داعش ؟ سأقولها بشكل واضح لا يحاربونه". جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي، مساء أمس الخميس، في مقابلة مع قناة "فرانس 24″ الفرنسية، والتي تطرق خلالها للحديث عن آخر المستجدات والتطورات الإقليمة، ولا سيما فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا، وحادث إسقاط بلاده لمقاتلة روسية اخترقت أجوائها. ولفت أردوغان إلى أنَّ النظام السوري يستهدف دائماً منطقة (باير بوجاق) التركمانية في اللاذقية، موضحا أن "300 شخص من المعارضة المعتدلة، فارقوا الحياة خلال الشهر ونصف االشهر الأخيرة، غالبيتهم من التركمان، وفي الأسبوع الأخير قتل 20 تركمانيا كل هذا يحدث على مرأى منا وداعش في المناطق الشرقية لا تواجه أي تهديد". ومجددا وصف الرئيس التركي، اتهام روسيا لبلاده بشراء البترول من تنظيم "داعش"، بأنه "افتراء"، موضحا أن "هذا الافترا يستوجب تقديم أدلة لإثباته، وإن لم يتم تقديم أدلة، فإن هذه الاتهامات تعد بمثابة عدم احترام للدولة التركية". وتابع قائلا "وروسيا تعلم بأنها أول مورد للغاز الطبيعي لنا، أما ثاني مورد لنا للنفط والغاز الطبيعي هو إيران ثم أذربيجان ثم شمال العراق، ثم الجزائر ثم قطر". وبخصوص تداعيات الطائرة الروسية التي أُسقطت بعد تحذيرها لاختراقها الأجواء التركية، قال"أردوغان"، إنه اتصل بالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بعد فترة قصيرة من الحادث، إلا أنَّ الأخير لم يعاود الاتصال به حتى الآن. وأبدى الرئيس"أردوغان" استغرابه من الموقف الروسي حيال الحادث، متسائلا "أود أن أعرف ما الذي ترغب روسيا معرفته ؟، نحن لدينا كل الأدلة والوثائق وإحداثيات الطائرات الروسية وفق الرادارات التركية شاركناها مع الجميع". وفي سياق متصل، أعرب الرئيس التركي، عن رفضه للاعتداء الذي تم على سفارة بلاده بالعاصمة الروسية، حيث رشقها محتجون بالحجارة والبيض والطماطم، وحطموا زجاج البناء، عقب حادث الطائرة، مستنكرا اكتفاء الشرطة الروسية بالمشاهدة، واعتبر الحادث بأنه استفزازي. وفي هذه النقطة استطرد قائلاً "لوكان الأمر في بلادي لما سمحت بأن يحدث هذا، لأن الحفاظ على أمن القنصليات والسفارات يقع على عاتقنا". وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز "إف-16″، أسقطتا طائرة روسية من طراز "سوخوي-24″، الثلاثاء الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا)، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق- بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً- قبل أن تسقطها، فيما أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادثة انتهاك الطائرة لمجالها الجوي. بدورها أعلنت روسيا، أن الطائرة التي أصابتها تركيا وسقطت في منطقة بايربوجاق (جبل التركمان) بريف اللاذقية الشمالي (شمال غربي سوريا) قبالة قضاء يايلاداغي بولاية هطاي التركية، تابعة لسلاحها الجوي. وفي تصريحات أدلى بها في وقت سابق أمس، قال الرئيس التركي، "لن نعتذر إلى روسيا، وعلى من انتهك مجالنا الجوي الاعتذار"، وذلك في معرض رده على سؤال حول إسقاط الطائرة الروسية، خلال لقاء تلفزيوني مع قناة "سي إن إن" الأمريكية. وأشار أردوغان إلى أن الطائرات الروسية اخترقت الأجواء التركية مرتين، منذ بدء سلاح الجو الروسي، عملياته العسكرية سوريا في 30 سبتمر الماضي، وأضاف "لدينا تسجيلات صوتية شاركناها مع وسائل الإعلام، تثبت أننا أنذرنا الطائرة قبل إسقاطها 10 مرات خلال 5 دقائق، لكنها لم ترد على التحذيرات وأصرت على الاختراق، ولدينا تسجيلات رادار تثبت ذلك، شاركناها أيضاً مع دول العالم". وكانت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي، انتهكت الأجواء التركية مطلع أكتوبر الماضي، وقدم المسؤولون الروس اعتذاراً آنذاك، مؤكدين حرصهم على عدم تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلًا، فيما حذرت أنقرة، من أنها ستطبق قواعد الاشتباك التي تتضمن ردًا عسكريًا ضد أي انتهاك لمجالها الجوي.