شهدت قاعة الكوليزى بالعاصمة التونسية ازدحاما شديدا لرواد أيام قرطاج السينمائية رغبة فى الظفر بتذاكر دخول عرض فيلم المخرج المغربى نبيل عيوش "الزين اللى فيك"، الذى يعرض فى اطار مسابقة الافلام الروائية الطويلة. واحتشد عدد كبير من المولعين بالفن السابع أمام قاعة العرض قبل ساعات من انطلاق هذا الفيلم المثير للجدل، وسط اجراءات أمنية مشددة وتنظيم محكم رغم حالة التدافع والهيجان، التى بدا عليها أغلب المصطفين فى طوابير طويلة امتدت على كامل الرصيف. وفى تصريح لوكالة الانباء التونسية، قالت المخرجة السينمائية سلمى بكار ان حضورها لعرض فيلم "الزين الى فيك"، هو مساندة مطلقة لحرية التعبير وتضامنا مع المخرج نبيل عيوش والممثلة لبنى أبيضار، التى تعرضت للعنف على خلفية الدور الذى تقمصته. ويرى الممثل التلفزى ازر الزوالى أن الضجة الاعلامية التى رافقت عرض الفيلم بمهرجان كان فى دورته الاخيرة والاحتجاجات العارمة التى اجتاحت عددا من المدن المغربية تنديدا بما جاء فى الفيلم، بالاضافة الى منعه من العرض بقاعات السينما المغربية كان له وقع على عدد كبير من عشاق السينما بتونس الذين يتطلعون الى مواكبة أحداثه، حسب قوله. ومن جهتها أفادت الطالبة شيماء الخماسى أنها شاهدت مقاطع من الفيلم على شبكة الانترنت لكنها تفضل متابعته كاملا دون حذف مشاهد منه، وأضافت أنها ذهلت للحشد الهائل من الناس والتدافع الذى طغى على المكان، وفى السياق ذاته أكدت الطالبة سماح بن عبد الله أنها ظلت مرابطة بمكانها لاكثر من أربع ساعات من أجل الظفر بتذكرة دخول، مضيفة أنها على علم بأحداث الفيلم والمشاهد المضمنة به. وأبرزت أن ما يعنيها ليس الصورة السينمائية فى حد ذاتها بل القضية التى يطرحها الفيلم واعتبرتها من القضايا المسكوت عنها فى العالم العربى ككل، لانها قضية وجودية متصلة بالانسان وتروى معاناة المرأة فى المجتمع ونضالها من أجل البقاء، وجدير بالذكر أن "الزين الى فيك" هو فيلم روائى طويل للمخرج المغربى نبيل عيوش وبطولة لبنى أبيضار وأسماء الازرق وأمين ناجى وعبد الله ديدان. وفى محاولة لاستطلاع اراء الجمهور اثر العرض جمعت وكالة الأنباء التونسية؟ عدة تصريحات لمشاهدى الفيلم لدى خروجهم من قاعة الكوليزى، وفى هذا الصدد قال الناقد السينمائى والاعلامى السينغالى بابا دجوب ان الفيلم قدم صورة جميلة من الناحية الجمالية وتساءل لماذا ننظر للمسائل الاباحية عوض ان نركز على القضية الام، وهى تعاطى المراة للدعارة، وثمن فى المقابل هذا الاقبال الجماهيرى على مشاهدة الفيلم، وقال السينمائى المغربى عز الدين كوريران ان هذا الفيلم كان من الاولى ان يعض بالمغرب معتبرا أن منعه من قاعات السينما بالمغرب كان من منطق اسلاماوى انتخابوى مثمنا بادرة ايام قرطاج السينمائية بأن تكون تونس اول بلد عربى يقدم عروض هذا الفيلم، وفى المقابل اعتبرت الصحفية التونسية نعيمة شوقى أنه كان يتعين على السلطات التونسية منع عرض هذا الفيلم مثلما فعلت المغرب لانه يسىء لا للمراة المغربية فحسب بل للمراة العربية عموما وفق تعبيرها، وقالت ان الفيلم تضمن مشاهد اباحية كان على المخرج تجنبها ومعالجتها بطريقة اخرى، ورأت الطالبة رانية الزيدى أن العرض يفقتد الى مشاهد تم حذفها واعربت عن استغرابها لعدم بث الشريط كاملا مثلما تم بثه فى مهرجان كان السينمائى فى الصائفة الماضية، فيما نفى مخرج العمل فى ندوة صحفية عقب العرض حذف اى من مشاهد الفيلم وأفاد بالمناسبة سيقع توزيع الفيلم على القاعات التونسية وسيبدأ عرضه انطلاقا من شهر ديسمبر القادم.