انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم الخميس ما وصفها بتصريحات "انفعالية" و"غير مناسبة" عن احتمال إلغاء مشروعات مشتركة مع روسيا بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية. وفي تصعيد للحرب الكلامية بين موسكووأنقرة رد إردوغان على اتهامات روسيا بأن تركيا تشتري النفط والغاز من تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا باتهام الرئيس السوري بشار الأسد وداعميه- وبينهم موسكو- بأنهم مصدر التمويل الحقيقي والقوة العسكرية للتنظيم. ويمثل إسقاط الطائرة يوم الثلاثاء الماضي أحد أخطر المواجهات المعلنة بين بلد عضو في حلف شمال الأطلسي وروسيا منذ أكثر من نصف قرن وزاد من تعقيد الجهود الدولية للتصدي لمقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا. وأمر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف حكومته اليوم الخميس باتخاذ خطوات تشمل تجميد بعض المشروعات الاستثمارية المشتركة وتقييد الواردات الغذائية من تركيا. وقال إردوغان في خطاب أمام مسؤولين محليين بالعاصمة أنقرة "نحن حلفاء استراتيجيون.. (هم يقولون)، قد يتم وقف مشاريع مشتركة.. قد تõقطع العلاقات، هل هذه الأساليب مناسبة لسياسيين؟" وأضاف "في البداية على السياسيين وعلى جيشينا الجلوس معا والحديث عن مكامن الخطأ ثم التركيز على تجاوز ذلك الخطأ من الطرفين. لكنك إذا أصدرت بيانات انفعالية كهذه.. لن يكون هذا بالأمر الصائب." وقال إردوغان إن الطائرة الروسية أسقطت يوم الثلاثاء "كرد فعل تلقائي" لانتهاك المجال الجوي التركي بما يتوافق مع تعليمات سارية أعطيت للجيش. وأضاف الرئيس التركي إن تلك التعليمات لا علاقة لها بالخلافات مع روسيا بشأن السياسة المتعلقة بسوريا مضيفا أن أنقرة ستواصل دعم المعارضة المعتدلة في سوريا والمقاتلين التركمان الذين يناصبون الأسد العداء. وتصر روسيا على أن طائرتها لم تخترق المجال الجوي التركي. وزعم ميدفيديف أمس الأربعاء أن مسؤولين أتراك يستفيدون من مبيعات نفط تنظيم الدولة الإسلامية بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه ليس سرا أن "الإرهابيين" يستخدمون الأراضي التركية. وقال إردوغان "عار عليكم. معلوم تماما من أين تشتري تركيا النفط والغاز.. من يزعمون أننا نشتري النفط من داعش عليه إثبات زعمه. لا أحد يمكنه الاساءة لهذا البلد." وتابع "إذا بحثتم عن مصدر الأسلحة والقوة المالية لداعش.. فإن أول مكان يمكن النظر اليه هو نظام الأسد والدول التي تعمل معه."