بسبب الأجواء المشحونة التي تعيشها إيطاليا، على غرار العديد من الدول الأوربية، بعد الأحداث الإرهابية التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس، خصصت السلطات الإيطالية حراسة خاصة لخالد شوقي، النائب البرلماني ذي الأصول المغربية، وذلك بعد تلقيه تهديدات بالقتل. وظهر السياسي الإيطالي، أول يوم أمس السبت، أول مرة، محاطا بحارسين شخصيين خلال التظاهرة التي إحتضنتها العاصمة الإيطالية والتي نظمها مسلمو إيطاليا للتنديد بالهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس. وسبق وتلقى خالد شوقي، البرلماني عن الحزب الديمقراطي، قائد الإئتلاف الحكومي الحالي، تهديدات بالقتل من عناصر من اليمين المتطرف الإيطالي. كما تلقى ويتلقى سيلا من الشتائم والإهانات على صفحاته في مواقع التواصل الإجتماعي، لكنه لم يكن يعرها اهتماما كبيرا، إلى أن وصلت حد التهديد بالتصفية. وتوعد شوقي عبر صفحته على الموقع الإجتماعي فايسبوك بتقديم دعوى قضائية ضد كل الذين يهددونه والذين ينشرون تعليقات عنصرية في صفحته الشخصية، إذ كتب في هذا الصدد : " ابتداء من اليوم، سأقاضي كل من كتب جملا عنصرية في صفحتي، كفى تساهلا مع عنصرية لوحة المفاتيح". ويخوض البرلماني الذي سبق واشتغل صحفيا في منابر إعلامية كبرى، ومنسق لجنة "الجنسية والهجرة" داخل مجلس النواب الإيطالي نقاشات حامية الوطيس، خاصة مع اليمين المتطرف الذي يقوده "ماتيو سلفيني" زعيم حزب "رابطة الشمال" ، وغالبا ما يتم استدعاؤه إلى البرامج التلفزية الشهيرة والتي تشهد نسب مشاهدة جد مرتفعة. ومعروف عن ابن مدينة الدارالبيضاء، الذي التحق بإيطاليا وهو طفل، مواقفه المدافعة عن "إسلام إيطالي معتدل" يتعايش بشكل سلمي مع مختلف الديانات في البلد، كما يناضل من أجل مجتمع إيطالي يتقبل التعددية الإثنية والعقدية. وقد أسس سنة 2003 جمعية تدعى "جمعية الشباب المسلمين" للتعريف بالإسلام في أوساط الشباب. ويعد من بين أشرس المدافعين عن منح الجنسية للأطفال المزدادين بإيطاليا من والدين غير إيطاليين. كما يعتبر أحد الذين قادوا معركة المصادقة عليه في الغرفة الأولى "القانون الآن معروض على الغرفة الثانية، مجلس الشيوخ للمصادقة عليه بدورها". وتناولت وسائل الإعلام الإيطالية خبر تخصيص حراسة شخصية للبرلماني المغربي، كما نقلت عنه تصريحات يؤكد فيها أن التهديدات لن توقفه عن الإستمرار في الدفاع عن مواقفه، مضيفا : " إنه تحدى الخوف، لن يوقفنا الإرهابيون، لكن بالمقابل لن يوقفنا أيضا من لا يريد رؤية العمل الذي نقوم به من اجل تقريب وجهات النظر ومن أجل جعل المسلمين في إيطاليا يشاركون في ميثاق مواطنة …لن يوقفنا أيضا من يريد أن نقع في صدام لن نوقده ولن نقبله ..".