بعدما كشفت التحقيقات عن أسماء الضالعين في أحداث باريس الدامية، تم العثور على حساب فيسبوك ل"بلال الحدفي" المهاجم الأصغر سناً في الخلية التي نفذت العمليات والذي لفت الكثيرين بصغر سنه، حسب "هافينغتون بوست " "بلال الحدفي" (20 عاماً) المواطن البلجيكي من أصل مغربي ومن سكان بروكسل يشتبه بأنه سافر إلى سوريا لينضم إلى صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) التي عُرف في أوساطها باسم "أبومجاهد البلجيكي" و"بلال المهاجر"، حسب ما نقلته صحيفة دايلي ميل البريطانية عن الخبير البلجيكي في شؤون الإرهاب غي فان فليردن. اهتمامات صبيانية أما حساب فيسبوك المكتشف حديثاً فيعج بصور تنم اهتمامات صاحبه الصبيانية وحركات الشباب المراهق. فنظرة على حسابه المسمى Billy Du Hood تكشف ولعه بالأسلحة والسباحة والتقاط الصور في المطاعم أثناء تناول المرطبات وحركات المراهقين مثل رسم إشارة "ويست سايد" بأصابعه الأربعة أمام عدسة كاميرا الهاتف، إضافة إلى حبه لإثارة أفلام الأكشن السينمائية وللثوار الذين يتحدون رجال الشرطة. الحساب اكتشفته مجموعة صحفيين مستقلين تدعى Bellingcat أسسها إليوت هيغنز، وهو صحفي اشتهر بتغطيته لأحداث حرب سوريا تحت الاسم المستعار Brown Moses. وفي حديث لموقع فوكاتيف الأميركي، كشف هيغنز أن فريقه وجد تشابهاً كبيراً بين صورة الحدفي التي نشرتها رسمياً وتداولتها وسائل الإعلام وبين صورة لشخص على حساب فيسبوك يدعى Billy Du Hood، على إثرها قام الفريق بمزيد من البحث والتحري والتقصي توصل بعده إلى صلة تربط صاحب الحساب بأقارب لمهاجم آخر. من جانبه استكمل "فوكاتيف" مع فريق خبرائه البحث ليجد رسائل تم إرسالها إلى صاحب الصفحة فحواها تدور حول مقتل الحدفي، فإحداها مثلاً تقول بالفرنسية: "أخي، لن ننسى أن الله فتح لك باباً للجنة إن شاء الله". غسل دماغ كما راسلت "فوكاتيف" أحد الموجودين في حلقة أصدقاء صاحب الحساب، والذي أكد لها أن الحساب بالفعل يعود للحدفي، وأضاف الصديق الذي ربطته الجيرة بالحدفي أن الأخير كان "ذا قلبٍ طيب لكنه تعرض لغسل دماغ، إذ لم يكن يقوى على قتل إنسان قبل سفره إلى الخارج". الحساب أنشئ عام 2011، لكن الولع بالأسلحة ظهر عام 2013 عندما كان بلال في ال18 من العمر، حيث اتخذ من صورة عملية تخريبية لسيارة شرطة صورة غلاف لحسابه مع تعليق بذيء شائع ينم عن روح تحدي السلطة والتمرد لديه. بعدها بأسبوعين احتلت مكان الصورة السابقة صورة أسلحة متنوعة، ثم تظهر صورة لصاحب الصفحة عاري الصدر ممسكاً ببندقية فيما بدا أنه زيارة قام بها لمسبح ما. كما نشر في العام ذاته صورة لمشهد من فيلم Heat الأميركي يظهر فيه مقنعون يشهرون بنادقهم في وجه شاحنة مصفحة مسلحة. وفي يوليوز من هذا العام التقط صاحب الصفحة بكاميرا هاتف صورة لسلاح AK-47 نشرها بعد سفر صاحبها إلى سوريا بأشهر عديدة حسب تحليلات مسؤولين استخباراتيين. كما حوت الصفحة التي أزيلت يوم الاثنين لقطات عائلية ومع الأصدقاء، من بينها صورة مع طفل كثيراً ما يدعوه صاحب الصفحة بالفرنسية "أخي الصغير". انقلاب مفاجئ أما عن صورة بلال الحدفي التي انتشرت في الإعلام والتي يظهر فيها بوجه هادئ رافعاً إصبعاً فقد حصل عليها المسؤولون من مقطع فيديو نشر على فيسبوك قبل أن تتم إزالته، حيث كان الحدفي يحض في المقطع على شن هجمات على الغرب. بلال الحدفي كان أحد 3 إرهابيين حاولوا الولوج إلى الملعب الرياضي بفرنسا وتفجير أنفسهم داخله بأحزمتهم الناسفة، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل. فقد ذكرت "وول ستريت جورنال" أن أحد الثلاثة أوقفه عنصر أمني في الملعب يدعى زهير، فما كان من الإرهابي إلا أن فجّر نفسه لحظتها، بينما فجّر الإرهابي الثاني نفسه بعد 3 دقائق خارج الملعب أيضاً، في حين فجر الثالث حزامه قرب مطعم ماكدونالدز في ناحية أخرى. .