هي مشاهد اقرب الى "الموت" تلك التي نقلها فيديو مؤلم عن واقع عيش أسرة معدمة تصارع في تخوم بني ملال من اجل الاستمرار في معانقة الحياة. أسرة تفالة تعيش، منذ سنوات، رفقة ابنيها، اللذين يعانيان تخلفا عقليا وإعاقة جسدية، حيث يتطلبان رعاية خاصة، في كوخ لا يحمي ظهورهم من قساوة البرد ولا من حر الشمس. ولم تسعف قلة اليد الاسرة المعدمة في توفير غير هذا الكوخ لإيواء ابنيها امام ضنك العيش وضيق ذات اليد. الأسرة المكونة من أربعة أفراد تعيش منذ زمن في أكواخ معزولة، تبعد بعشرين كيلومترا عن مدينة وادي زم، في غياب أبسط أساسيات العيش الكريم. وإزاء هذه الوضعية، يبقى الأبوان اللذان أنهكهما المرض، وكبر السن، مكتوفي الأيدي أمام حالة ابنيهما، إذ يخشيان أن يخطفهما الموت ويتركا مصير رشيد ومصطفى، البالغين من العمر على التوالي 24 سنة، و26 سنة، للمجهول. جمعية "الفوسفاط لتنمية عالم الأرياف" التي تكفلت بنقل حالة الأسرة إلى الرأي العام، ذكرت أن الأبوين باتا يطالبان بإيواء نجليهما في إحدى مراكز الرعاية الاجتماعية، بعدما أحسا بالعجز عن رعايتهما وإعالتهما، كما يطلبان المساعدة من المحسنين لانتشالهم من هذا الوضع.