أصدر الدكتور جمال عبد الله كتابا جديدا تحت عنوان "مسيرة التعاون الخليجي"، وهو الكتاب الذي يقدم رؤية تقييمية لمسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويبرز الكتاب، الصادر عن مكتب الجزيرة للدراسات، التحديات التي واجهت مجلس التعاون لدول الخليج والأزمات التي عرفها على مدار أكثر من ثلاثة عقود على تأسيسه في 25 ماي 1981، كما يحاول استشراف المخاطر التي تُهدِّد المجلس والسيناريوهات المحتملة لمساره المستقبلي في ضوء التطورات الإقليمية والدولية الجارية؛ وذلك من خلال عدد من الأوراق البحثية المحكَّمة التي قدَّمها مجموعة من الباحثين والخبراء المختصين بالشأن الخليجي. ويكتسب الكتاب، الصادر عن مركز الجزيرة للدراسات أهميته من السياق العام لتطورات الأحداث في المنطقة، والعلاقات البينية لدول الخليج ومواقفها المختلفة تجاه الملفات والقضايا التي تمس مصالحها الاستراتيجية. ويُشكِّل مطلع العام 2014 نقطة ارتكاز في الرؤية التقييمية للكتاب؛ إذ شهد تطورًا نوعيًّا غير مسبوق في العلاقات الخليجية-الخليجية، تَمَثَّل في سحب ثلاث دول خليجية (السعودية والإمارات والبحرين) سفراءها من دولة قطر، وهو ما هدَّد بتداعيات بالغة الخطورة على مستقبل مجلس التعاون الخليجي. وقد سلطت هذه الأزمة الضوء على عدد من مظاهر التباينات الجليَّة بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي إزاء العديد من الملفات الإقليمية والدولية، لاسيما فيما يتعلق بتبعات ثورات الربيع العربي، وبشأن قضايا جوهرية أخرى ذات علاقة بمستقبل المسيرة الخليجية في التكامل والتنسيق والتعاون الجماعي على مختلف المستويات السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، فضلًا عن السياسة الخارجية. ويلاحظ محرِّر الكتاب، أن التحديات والتهديدات الأمنية التي تُحدِق بمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وبمنطقة الخليج بشكل خاص، والمتأتِّية من الجوار الإقليمي، قد لعبت دورًا مهمًّا في التوصل إلى تسوية بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، والوصول إلى نقطة طيِّ صفحة الخلاف التي أدَّت إلى عودة السفراء الخليجيين إلى الدوحة؛ وقد تمثَّل أهم التطورات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة خلال الربع الأخير من العام 2014، في ثلاثة مسارات: تمدُّد ما يُعرَف بتنظيم الدولة الإسلامية في شمال الجزيرة العربية وتحديدًا في كلٍّ من سوريا والعراق، وتهديده بالوصول إلى عمق الخليج العربي، وتمكُّن جماعة الحوثي من السيطرة على مفاصل الدولة اليمنية في جنوب شبه الجزيرة العربية.