اقتحم مسؤول عسكري برتبة "كوموندو"، بعد زوال أول أمس الأربعاء، مؤسسة طارق بن زياد بحي البساتين بمكناس، واعتدى على أحد التلاميذ داخل المؤسسة، بل وداخل حجرة الدرس! وكان المسؤول ذاته مصحوبا بثلاثة شبان وابنته، التي تتابع دراستها بالمؤسسة عينها، قبل أن تحل عناصر الشرطة بالثانوية وتعتقل "الكوموندو" وأحد أبنائه، حيث يوجدان رهن تدابير الحراسة النظرية في انتظار مثولهما أمام النيابة العامة. وفي تفاصيل الواقعة، وفق ما صرحت به أستاذة ل"اليوم 24″، أنه بعد ولوج التلاميذ للحصة المسائية، وبالتحديد على الساعة الثانية وعشرين دقيقة، تفاجات الأستاذة "س.ج" بعناصر غريبة تقتحم حجرة الدرس دون إذنها، بحيث لم تتعرف سوى على التلميذة ابنة "الكوموندو"، التي تتابع دراستها بالثانوية، قبل أن يتأكد لها أن "الهجوم" يستهدف أحد التلاميذ في القسم. وتضيف الأستاذة: "هاجموا التلميذ داخل حصتي، وكان الأب في حالة هيجان وانفعال شديد، وقد سحب الابن التلميذ من مقعده تحت وابل من السب والشتم والكلام الساقط"، ومن بين العبارات التي تلفظ بها المسؤول: "نوض بوك الكلب.. دين مك"، لينتهي مسلسل التعنيف خارج حجرة الدرس، حيث استلت التلميذة شفرة حلاقة، و"شرملت" زميلها خلف أذنه مخلفة له جرحا غائرا تطلب 12 رتقة. وذكرت الأستاذ أنها تعتزم رفع دعوى قضائية لجبر الضرر الذي تعرضت له بعد دفعها من طرف أحد مرافقي المسؤول في الجيش. وفي السياق ذاته، ذكر أحد أعوان الثانوية أنه عاين اللحظة التي انهال فيها المسؤول في الجيش، بمساعدة ابنته وابنه وشابين اثنين لا يتابعان دراستهما في المؤسسة، بالضرب والركل على التلميذ، كما عاينت الأطر التربوية الواقعة في حالة عجز عن التدخل، مضيفا أنه تم استدراج "الكوموندو" نحو الإدارة، قبل أن يربط المدير الاتصال بمسؤولي الدائرة الأمنية الخامسة، الذين حضروا في الحين واعتقلوا الأب وابنه وابنته التي تقرر متابعتها في حالة سراح، لأنها ما تزال قاصرا. الحادث استنفر الأجهزة الأمنية والتربوية بالمدينة، حيث عقد، صباح أمس الخميس، اجتماع مطول داخل المؤسسة، حضره النائب الإقليمي للتعليم، وعميد المنطقة الأمنية الخامسة، بالإضافة إلى فيدرالية جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، كما حضر الاجتماع أساتذة وممثلون عن جمعيات حقوقية ومدنية، وهو الاجتماع الذي دفع التلاميذ إلى تنفيذ وقفة احتجاجية داخل ساحة الثانوية، ورفعوا شعارات تطالب بتوفير الأمن للمؤسسة ومحيطها، كما نبهوا إلى الاختلالات العميقة التي تعاني منها مرافق ثانوية طارق بن زياد. وأكد التلاميذ أن إدارة المؤسسة تتحمل شقا من المسؤولية في الوضعية، وهو الطرح الذي أيدته أطر تربوية اعتبرت الاعتداء مجرد تحصيل حاصل لأشكال التسيب التي تعيش على إيقاعه المؤسسة التعليمية، لأن نقص الموارد البشرية، خصوصا حراس الأمن والأعوان، يترك حالة فراغ يستغلها ما يريدون ممارسة الفوضى، ذلك أن حارس أمن واحدا لا يمكن أن يفي بالغرض في ظل تنامي حوادث الاعتداء داخل وخارج المؤسسات التعليمية.