تحل في 6 نونبر المقبل الذكرى الأربعون للمسيرة الخضراء، وسط استعدادات كبيرة تجري في الأقاليم الجنوبية، وانتشار أخبار غير رسمية عن زيارة ملكية للصحراء، وإلقائه خطاب الذكرى من مدينة العيون. البعض يتحدث عن استعدادات تجري لإعلان الملك عن النموذج التنموي الجديد للصحراء، والذي سبق أن دعا إليه في خطاب المسيرة السنة الماضية، حيث قال: «يندرج قرارنا بتفعيل الجهوية المتقدمة، والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، إذ إن غايتنا هي إجراء قطيعة مع نمط التدبير السابق، وتمكين أبناء المنطقة من المشاركة في تدبير شؤونهم المحلية، في ظل الشفافية والمسؤولية، وتكافؤ الفرص». لهذا يجري حاليا الحديث عن تشكيل مؤسسي جديد لتنزيل النموذج التنموي الجديد، وإعادة هيكلة المجلس الاستشاري لشؤون الصحراء بمراجعة اختصاصاته ونخبه. هذا، وحسب محمد بلغزال، الخبير في شؤون الصحراء، فإن الرهان الأساسي بمناسبة الذكرى 40 لاسترجاع الصحراء هو «تنزيل المخطط التنموي» و»نهج الحكامة». ويضيف بلغزال «هناك قناعة بالقطع مع نموذج تنموي أدى إلى تغول مافيات تحتكر كل شيء، ويفرز إشكاليات اجتماعية تغذي أطروحة الانفصال. وحسب بلغزال، دائما، فإنه من غير المعقول أن تُخصص ميزانية 580 مليون درهم سنويا لمخيمات الوحدة التي لم تعد موجودة، و600 مليون درهم للإعاش في الصحراء، بما يمثل 50 في المائة من ميزانية الإنعاش الوطني. هذه الميزانية لا تصل إلى مستحقيها، إذ يستفيد منها أصحاب الريع، ولهذا يرى بلغزال أن «الحكامة وإعمال القانون» رهان أساسي. ومن جهة ثانية، يرى بلغزال أن خلق مؤسسات تدبر الحكامة، وتنسق بين عدد من المتخلين في التنمية بالأقاليم الصحراوية أمر أساسي. وفي هذا الإطار أشار إلى أن المشروع التنموي الكبير، الذي سيتم الإعلان عنه، تصل قيمته إلى 140 مليار درهم على مدى سنوات. من جهة أخرى، يرى أحمد الخريف، الوزير الصحراوي السابق، أن ذكرى 40 سنة على استرجاع الصحراء، هي مناسبة للاحتفال بالمنجزات، ولكن أيضا هي فرصة لتنزيل المشروع التنموي للأقاليم الجنوبية. وحسب الخريف، فإنه ليس هناك أي خبر رسمي بخصوص الزيارة الملكية للعيون، لكنه قال: «نحن دائما في الصحراء مافتئنا ننتهز فرصة زيارة الوزراء لإبلاغهم طلبا رسميا بزيارة جلالة الملك للصحراء»، مضيفا: «إذا تحقق أمر الزيارة الملكية، فإنه من المؤكد أن يتم الإعلان عن قرارات مهمة، وأن تكون إعلانا عن مرحلة مهمة». وفي موضوع ذي صلة لم تعرف قضية الصحراء أي تطور جديد على مستوى الأممالمتحدة، في وقت يفترض أن يكون وزير الخارجية صلاح الدين مزوار قد التقى، مساء أمس، بكريستوفر روس، المبعوث الأممي إلى الصحراء، لدراسة آخر التطورات، والمقترحات، علما أن روس كان يفترض أن يقدم إحاطة أمام مجلس الأمن في هذا الشهر، لكن مجلس الأمن قرر تأجيلها إلى نونبر أو دجنبر المقبل، في وقت يجري الحديث عن زيارة للأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون نفسه إلى المنطقة. وكان روس، الذي توترت علاقته بالرباط، زار مؤخرا تندوف والجزائر وموريتانيا وإسبانيا، وقيل إنه استقبل في المغرب من طرف ناصر بوريطة، الكاتب العام لوزارة الخارجية، دون الإعلان عن هذه الزيارة. فهل يحمل روس مقترحات جديدة، أم هي زيارات روتينية من أجل إعداد إحاطته التي سيقدمها أمام مجلس الأمن.