قدم التقرير السنوي الصادر، حديثا، عن مجموعة من المنظمات الأممية (اليونسيف، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، والقسم الأممي للشؤون الاقتصادية والاجتماعية)، تحت عنوان: «تقرير مستويات وأنماط وفيات الأطفال 2015»، تقديرات جديدة تفيد بأن معدل وفيات الأطفال انخفض، عالميا، لأكثر من النصف مقارنة مع سنة 1990، إلا أنه لم يكن كافيا لتحقيق الهدف الإنمائي للألفية المتمثل في تخفيض المعدلات بمقدار الثلثين على مدى السنوات ال15 الماضية. وبخصوص المغرب، أشار التقرير إلى أن عدد الأطفال دون سن الخامسة، الذين توفوا في ال12 شهرا الأخيرة، بلغ حوالي 20 ألف طفل، أي بمعدل 27.6 وفاة لكل 1000 ولادة حية، فيما سجل وفاة 26 طفلا في كل ألف سنة 2013. ليصنف التقرير المغرب ضمن خانة الدول التي لم تتمكن من تحقيق الهدف الإنمائي للألفية (2000-2015). وحسب إحصاءات هذه المنظمات الأممية، فإن المغرب مازال متأخرا في التصدي لوفيات الأطفال الذين يبلغون أقل من خمس سنوات رغم كل الجهود المبذولة، إذ مازال متخلفا عن بلدان المغرب العربي مثلا، حيث لم يسجل في تونس، حسب إحصاءات هذه المنظمات دائما، سوى 14 حالة وفاة لكل 1000 ولادة هذه السنة. في السياق نفسه، أشار التقرير إلى انخفاض وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 12.7 مليونا في السنة في 1990 إلى 5.9 ملايين في 2015، مشيرا إلى أن هذا الرقم انخفض ليصل إلى دون 6 ملايين لأول مرة هذه السنة؛ وفي هذا الصدد، قالت نائبة المدير التنفيذي لليونيسف، جيتا راو جوبتا، «علينا أن نعترف بالتقدم الكبير الذي تحقق على مستوى العالم، خاصة منذ سنة 2000، حيث ضاعفت العديد من الدول من معدلات تخفيض وفيات الأطفال دون سن الخامسة». غير أنه، وعلى الرغم من أهمية التقدم الذي تحقق على المستوى العالمي، إلا أنه مازال 16 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون يوميا، في هذا أضافت جيتا راو قائلة: «ولكن ينبغي أن يدفعنا العدد الهائل من الأطفال الذين مازالوا يموتون لأسباب يمكن الحيلولة دونها قبل بلوغهم عامهم الخامس – وتحديدا خلال الشهور الأولى من حياتهم – إلى مضاعفة جهودنا، حتى لا نستمر في خذلانهم».