ما إن بدأت نتائج اقتراع 4 سبتمبر تظهر، حتى تحركت خيوط هواتف قادة المعارضة الذي أخرجتهم الأنباء المتداولة عن اكتساح العدالة والتنمية للمدن من بيوتهم ومقرات أحزابهم، بل ومن مدنهم، كما حدث مع حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي وصل إلى الرباط منتصف الليل قادما من فاس، ليعقودا اجتماعا سريا وعاجلا لمناقشة كيفية الرد، واختاروا مقر حزب الوردة بحي الرياض لذلك. دخل الأمناء، ادريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، ومصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ونائبة إلياس العماري، وحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، إلى قاعة مغلقة، وبقوا فيها إلى أن ذاع خبر الاجتماع، فصار الصحافيون يتقاطرون عليهم. وشهد مقر الاتحاد الاشتراكي، مساء أمس الجمعة، بعد إغلاق مكاتب التصويت، توافد عدد مهم من الصحافيين على مقر حزب الوردة، بعد ان وصل إلى علمهم أن أمناء المعارضة مجتمعون، ويفكرون في تقديم طعن سياسي بسبب النتائج، التي قالوا عنها إنها عرفت عددا من الخروقات، كانت في صالح الحزب الحاكم "العدالة والتنمية". شباط، الذي لم يظهر في مقر حزبه، كان أول المتحديث، وأكبر الخاسرين..ظل يبحث عن تبرير لهزيمته في عقر داره فاس بعد أن اكتسح المصباح الأرقام. وأول ما قال إنه "تم التشطيب على ستة آلاف استقلالي من اللوائح الانتخابية في فاس"، موجها اتهامات بأن هناك تزويرا قبليا للوائح، وظل الغريم السياسي للعدالة والتنمية يحصر خيبته وتعليقته في مدينة فاس، إذ لم يشر نهائيا إلى المدن الأخرى. لشكر قال إنه سيلجأ إلى الطعن السياسي في الانتخابات الجماعية، وبخصوص النتائج التي يتوقع أن يحققها الحزب، قال إنها على الأقل لن تكون أسوأ من نتائج انتخابات 2009. أما الباكوري، فأكد أن الانتخابات لم تكن ديمقراطية وكان هناك تدخل سافر، تتحمل الحكومة المسؤولية في ما وقع في شخص رئيسها عبد الإله بنكيران ووزير الداخلية، محمد حصاد. ومباشرة بعد تصريحات الأمناء الثلاثة، توزع جميع الصحافيين على باقي مقرات الأحزاب المشاركة في العملية الانتخابية، خصوصا حزب "البيجيدي"، الذي شهد توافد عدد من الصحافيين لرصد احتفالات قادة البيجيدي، فيما عقد الأمناء الثلاثة اجتماعا مغلقا لمدة أزيد من ساعة، خرجوا منه من دون أي قرار، واكتفوا بالتشديد على أن الانتخابات الجماعية والجهوية مزورة، لأن حزب المصباح اكتسحها. وخلال اجتماع قادة المعارضة، سادت حالة من الهدوء والترقب في مقر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الرباط، ودارت أحاديث ثنائية بين القياديين الاتحاديين، وهم ينتظرون النتائج التي يتوصلون بها بعدد من المناطق والأقاليم المغربية، التي حسب ما عين "اليوم 24″، جاءت مخيبة للآمال. ووصلت أولى النتائج الانتخابية إلى الحزب من القرى والأقاليم في شمال البلاد، وكانت جلها متواضعة جدا.. وكان التشكيك في نتائج الانتخابات موقفا ثابتا، حيث سادت فكرة الطعن.. ولم تتوقف هواتف القياديين عن الرنين، إذ كانوا يتواصلون مع عدد من مكاتب التصويت طارحين أول سؤال: "كين شي نتائج"، لتسود لحظة من الصمت، ويبدأ التشكيك في النتائج. كان مقر حزب الوردة يغلي..تماما كما رؤوس قادة المعارضة، التي كانت فيه، والتي بدت بعد تصريحاتها "مرتبكة، وعبارة عن ردود أفعال غير محسوبة". وبعد منتصف الليل، جاء قرار من لشكر بالتوقف عن التصريح بالنتائج، ليقرر في حدود الساعة الواحدة إغلاق المقرر، حيث غادر جميع أعضاء الحزب، في انتظار القرارات التي ستأخذ عقب الندوة المنتظر عقدها، اليوم السبت.