كشف أيوب عزامي، المدير العام لشركة صوناسيد المتخصصة في صناعة الصلب والحديد، أن السوق الوطنية للبناء والأشغال العمومية عرفت تراجعا في أنشطتها خلال النصف الأول من السنة الحالية، في ظل غياب النمو في الطلب وقلة أوراش البناء، مشيرا إلى أن القطاع العقاري بالمغرب بصدد إعادة هيكلة نشاطه لإضفاء دينامية جديدة على عروضه، فيما يشهد قطاع البناء والأشغال العمومية انطلاقة بطيئة، وهو ما سيؤثر سلبا على النتائج المالية لشركة «صوناسيد» خلال النصف الأول من 2015. وأبرز عزامي، خلال ندوة صحافية نظمت يوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن سوق الحديد بالعالم، وبالمغرب، شهدت احتداما في المنافسة، حيث تضاعف فائض الإنتاج بالسوق، وهو ما خلف ضغطا سلبيا على مستوى أسعار هذه المادة الحيوية لقطاع البناء، مؤكدا أنه في ظل عدم احتواء ارتفاع الإنتاج العالمي، وخاصة بالصين، فالأزمة ستزداد بفعل الارتفاع القوي لواردات الحديد الصينية التي زعزعت الأسعار الدولية، حيث شهد سعر معدن الحديد انخفاضا تاريخيا، وانتقل من 130 دولارا للطن في يناير 2014 إلى 50 دولارا فقط في يناير المنصرم، كما شهدت أسعار حديد الخردة انخفاضا كذلك، لكن بشكل نسبي، وهو ما أدى، بحسب نفس المسؤول، إلى ضغط قوي على الأسعار المطبقة من طرف الفاعلين المعتمدين في إنتاجهم على معدن الحديد. هذه العوامل الخارجية تنضاف إليها عوامل أخرى داخلية، كاشتداد حدة المنافسة في قطاع الصلب، مع شروع شركة أخرى منافسة في افتتاح وحدة إنتاجية جديدة، والتي ستزيد من الضغط على أسعار المواد الأولية وأسعار البيع، يضيف عزامي. لكن رغم هذا السياق السلبي، يقول المدير العام للشركة التابعة ل SNI وأرسيلور ميتال، الذي طبعه انخفاض في الاستهلاك وفي أسعار البيع بناقص 12 في المائة، من المنتظر أن تسجل النتائج المالية ل «صوناسيد» خلال النصف الأول من 2015 تراجعا مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، مشيرا إلى أن من شأن تلك العوامل أن تجعل من 2015 سنة مفصلية بالنسبة إلى صناعة الحديد والصلب على الصعيد الوطني. وإذا كانت الشركة قد استطاعت تحقيق أرباح الصافية قاربت 16 مليار سنتيم خلال السنة المنصرمة رغم نفس السياق تقريبا، فإن عزامي بدا متفائلا، خلال بسطه لأسس الشركة التي قال عنها إنها قوية ولديها إنجازات تنافسية استباقية في سنة 2015، همت بالخصوص تنويع موارد استيراد حديد الخردة، واكتمال المشروع المتعلق بالتوزيع، وترشيد تكاليف الإنتاج، وخاصة تكلفة شراء المواد الأولية، بالإضافة إلى تطوير البيع المباشر، حيث تمكنت صوناسيد من رفع حصتها بالسوق في مجال البيع المباشر بأزيد من 20 في المائة. وبالنسبة إلى الآفاق المستقبلية، أكد عزامي على إنجاز وحدة مركزية لمشتريات الخردة بالسوق المحلي، والاستثمار في مجال تنظيفها والانتهاء من إنجاز العقد الخاص بالتزود بالطاقة الريحية في مصانع الشركة، والتوجه أكثر إلى تفكيك السفن التي انتهت صلاحيتها، حيث كانت «صوناسيد» قد لجأت قبل سنتين ولأول مرة إلى سحب سفينة وتفكيكها لغرض تنويع مصادر إمداداتها من الخردة، حيث صرح المدير العام للشركة أن هذه العملية هدفها سد الخصاص فيما يخص وفرة الخردة بالسوق المغربي، حيث تضطر الشركات العاملة في قطاع الحديد إلى استيراد كميات مهمة من الخردة من الخارج، مع ما يستتبع ذلك من مصاريف إضافية وهدر للعملة الصعبة التي تعاني من شح خلال هذه الفترة.