رحم الله سيدي العربي المساري ، الصحفي والوزير السابق ، كان الرجل أول من قدم استقالته ، حين "عرف" أنه بدون سلطة ولاقرار كوزير للإعلام في تجربة التناوب على عهد السيد اليوسفي ، ويا ليت الذين تكلموا بعد رحيله ، أن عرفونا به قبلا ، يا ليت ويا ليت ! لم أعرف الرجل إلا بعد موته، فهل هو قدر أم مما كسبت الأيدي، لست أدري ! ظاهرة تكاد بهذا البلد العزيز أن تكون القاعدة ، حين يرحل أحد رجالاته ، فتخرج التعزيات ، وتصدر فجأة السير والشهادات ، ألم يكن حريا بنا أن نشهد لهم وهم أحياء ونكرمهم ونفخر بهم ونوقرهم ونقتدي بسيرهم ومواقفهم ونشيد بها ؟ ووشحت "الدولة" صدر المناضل بنسعيد آيت يدر بوصفه واحدا من أهم رموز اليسار بالمغرب ، وكثر اللغط والنقاش إلى حد تجاوز فيه كثيرون حدود اللباقة والاحترام وخاضوا في شخص الرجل ، فكان الاختيار الرسمي "مربكا" و محبكا . وحتى لا أبخس الرجل حقه ولا تغمض اليد الرسمية عيني ، لابد من أن تبقى المكانة نفسها لن يغيرها "وسام" تكريمي ، وعلى الناس أن يميزوا ذلك بعيدا عن الخلط الذي تريد أن تصنعه نفس الجهة التي أقدمت على التوشيح ! وبين تكريم مناضل ورحيل آخر من جيل "الاستقلال"، أي خلف لأي سلف ، وأي أجيال تحمل المشعل وتطرق باب التغيير السياسي السلمي لمغرب حر ديمقراطي كريم بتعددية حقيقية ومجتمع مدني قوي ومتماسك ؟ هناك في جنيف خاض الصحفي علي لمرابط "جيل اليوم" معركة الإضراب عن الطعام من أجل شهادة سكنى بسيطة ، وبعد شهر كامل ويزيدون، حصل على وصل جواز سفره وبطاقته الوطنية يوم الجمعة 7 يوليوز 2015 بقنصلية برشلونة ، في انتظار أن يقضي مدة 3 أشهر ليحصل على ما وعد به في تصريحات وزير الداخلية ، ولا مجال للقول بالانتصار او الهزيمة ، في ورقة حولتها بعض القرارات المتسرعة فضيحة وكارثة حقوقية ومهزلة تتناقلها كبريات الصحف والمجلات والقنوات لا أرتضيها لبلدي . و منع أطفال من التخييم "جيل الغد" ، بدعوى انتماء أسرهم إلى العدل والإحسان والشبيبة الطليعية والجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، وكلها قوى وطنية مغربية لها مواقف مخالفة لوجهة النظر الرسمية، منعوا بلا منطق ولا مبرر . ويقف المتابع للأحداث حائرا ، ما الهدف من توشيح "طرف" ومنع "آخر" ؟ * الرجل بنسعيد آيت يدر من مؤسسي الحزب الاشتراكي الموحد الذي كان إلى جانب نفس القوى في وقت من الأوقات وشاركهم المقرات والمسيرات أيام 20 فبراير 2011 ولربما هذا مؤشر كاف وواضح حول نوعية القرار والاختيار ! * و ألا تكثرت الدولة مدة شهر كامل أمام المنتظم الدولي ووسائل الإعلام ونداءات الحقوقيين لإعلامي كاد أن يحتضر وتعطاه شهادة الوفاة بدل شهادة السكنى يؤشر أن هناك من مسامير "السلطة" من لا يهتم بسمعة البلد ولا بمكتسباته "الرسمية" ! الأطفال والأيتام يهانون ويمنعون ، هي صيغة جديدة للمحبة نرضعهم ونلقمهم إياها عن وطن يجب أن يعتني بأبنائه وصغاره ! أليس هناك حد أدنى للنضج والمروءة والشهامة التي يتنزه أصحابها عن الخوض في "التفاصيل" ، وتجعل من وثيقة إدارية ينجزها موظف خطيئة "عالمية" ، و توظف أطفالا تم حرمانهم من حقهم في التخييم ضدا في القانون ، بدعوى تدافع واختلاف سياسي يخوضه "الكبار" ! وابك أنت على وطن تتعدد فيها الخطط والاستراتيجيات والمتناقضات ، ليس فيه حظ للتنمية أو التقدم إلا النزر، بل تخصص للجم المعارضين وشيطنتهم وإقصائهم وتخوينهم ، وتقسيم الخارطة السياسية بما يناسب ، ليبقى البلد فقيرا متخلفا غارقا في الأمية والذهنية التقليدية أعرجا بدون قواه الحية ، في وقت تخد فيه الصين أكبر خط سككي ممتد إلى أوربا وتوقع إيران على اتفاقها النووي ، وتخطو فيه تركيا وماليزيا نحو العالمية . ألم يان الوقت لنحلم بمغرب متطور تكنولوجي تقني ديمقراطي يحتضن كل أبناءه بكل اختلافاتهم مادامت سلمية جادة ومسؤولة ؟