وقّع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رسميا، على المرسوم الذي ينتقل بموجبه السفير الفرنسي بالمغرب، شارل فريز، من مكتبه بالرباط ليلتحق بالعاصمة التركية أنقر، سفيرا فوق العادة للجمهورية الفرنسية. شارل فريز الذي قضى ثلاث سنوات بالمغرب، ارتبط اسمه أساسا بفترة الأزمة الدبلوماسية الخانقة التي مرّت منها العلاقات المغربية الفرنسية مؤخرا، وفشل في تدبيرها مما أطال أمدها إلى أن تدخّلت أعلى سلطتين في الدولتين، أي الملك محمد السادس والرئيس فرانسوا هولاند. شارل فريز الذي يعتبر واحدا من أبرز الدبلوماسيين الفرنسيين المتخصصين في الاقتصاد، حيث سبق له أن شغل منصب مستشار للوزير الأول في الشؤون الخارجية، كان قد حلّ بالرباط عام 2012 بمهمة واضحة: استعادة مكانة فرنسا كشريك اقتصادي وتجاري أول للمغرب، حيث نقلت عنه صحف فرنسية قوله لكبار مسؤولي الشركات الفرنسية، إنه القناة التي يجب عليهم سلوكها لكونه الشخص القادر على إيصالهم إلى داخل القصر الملكي ومكاتب الوزراء المغاربة. هولاند وقّع على مرسوم إنهاء مهام شارل فريز بالمغرب وانتقاله إلى أنقرة يوم 29 يوليوز الماضي، وكلّف كلا من الوزير الأول ووزير الخارجية، بالعمل على تنفيذه الفوري. الأداء الدبلوماسي للسفير الفرنسي المغادر للرباط، لم يكن مستحسنا لدى المسؤولين المغاربة، خاصة في فترة الأزمة الدبلوماسية التي قام فيها بتحرّكات غير ودّية، خاصة مع السجناء الفرنسيين الذين تضرروا من إيقاف العمل بالاتفاق القضائي من الجانب المغربي، حيث تتّهمه مصادر رسمية موثوقة، بتحريض هؤلاء السجناء على القيام بتحرّكات احتجاجية وإضرابات عن الطعام لإحراج السلطات المغربية ودفعها نحو العودة إلى تفعيل الاتفاقيات القضائية، وهو ما ردّ عليه الديوان الملكي حينها بتوجيه أوامر لكل من وزيري العدل والصحة بدراسة ملفات السجناء الفرنسيين المحتجين، وتمكين من تتوفر فيهم الشروط الانسانية من الترحيل نحو فرنسا. وفيما يستمرّ تكتّم الجهات الرسمية حول هوّية السفير الجديد الذي ستعيّنه باريس في الرباط، تؤكد مصادر إعلامية فرنسية أن الدبلوماسي الفرنسي جان فرانسوا جيرو، بات على أبواب الانتقال إلى سفارة بلاده بالمغرب. السفير الجديد المرتقب، سبق أن كشفت مجلة "جون أفريك" عن اسمه قبل بضعة أشهر، وبات حسب تقارير إعلامية فرنسية قريبا من الانتقال إلى الرباط، حيث كان يفترض أن يباشر مهامه مستهل شهر غشت الحالي. ويوصف فرانسوا جيرو من طرف الصحافة الفرنسية بكونه "شيراكي" نسبة إلى الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، كما يعتبر أحد الدبلوماسيين الأكثر تجربة ومعرفة بالعالم العربي، ويشغل حاليا منصب مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالخارجية الفرنسية.