في محاولة لمعرفة ماذا يقع داخل لاسامير، "اليوم 24" حاور عمر الفطواكي، الخبير الذي قدم عددا من السيناريوهات لما يمكن أن يقع داخل شركة تكريرالبترول في المغرب، التي تستحوذ على 65 في المائة من سوق المحروقات في المغرب. ما هو تفسيركم لما يقع داخل لاسامير؟ يصعب معرفة ما يقع داخل لاسامير، لكن الأكيد أن قرار توقيف تكرير البترول كان مخططا له منذ فترة، والشركة أكيد تعيش أزمة مالية، ليس لها علاقة بتكرير البترول، بقدر ما قد تكون بمشاريع أخرى تابعة لشركة "كارول السعودية، التي تمتلك حوالي 62 في المائة من رأس مال الشركة، والدولة 7 في المائة، والباقي موزع على شركات صغيرة. وما يجب أن يعرفه الجميع، أن شركة "لاسامير" لا يمكن أن تخسر في مجال تكرير وتوزيع البترول، لسبب بسيط ألا وهو أن الدولة تحدد تركيبة أسعار هذه المادة في المغرب، والتي دائما تبقى في صالح الشركة. لماذا اختارت "لاسامير" هذا التوقيت بالضبط لإعلان قرار توقفها؟ قرار التوقف في هذا التوقيت لم يكن اعتباطيا، وإنما كان مدروسا، لأن الفترة فترة عطل، إذ جميع الأطر في وزارة الطاقة والمعادن في عطلة، والشركة تحاول إرباك الوزارة والضغط عليها، بالإضافة إلى أنه تزامن مع فصل الصيف، إذ يكثر خلاله استهلاك المحروقات، خصوصا الفيول، الذي يستغل في تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية. ما هو تعليقك على من يقول إن "لاسامير" تريد الضغط على الحكومة من أجل مساعدتها ماديا؟ كل الاحتمالات ممكنة، لكن يصعب على "لاسامير" اليوم الضغط على الحكومة، إذ كان ممكنا أن يحصل ذلك في الثمانينيات، عندما كانت تستحوذ على سوق المحروقات، لأنها لو كانت توقفت حينها كان المغرب كله سيتوقف. أما اليوم، فيصعب عليها ذلك نظرا إلى وجود شركات المجموعة المهنية، التي تستطيع استيراد المحروقات من الخارج. من المتضرر من توقف شركة لاسامير؟ المتضرر الأول من توقف "لاسامير" هم العمال الذين، قد يجدون أنفسهم في الشارع، في حالة إعلان الشركة إفلاسها، غير ذلك، فالدولة ليست متضررة من ذلك، والدليل على ذلك أنها اليوم استعانت بالمجموعة المهنية للشركات البترولية، من أجل استيراد وتوزيع الغازوال والبنزين، والفيول، والكيروزين، في السوق المغربية، إلى حين إيجاد تسوية مع "لاسامير"، وفي حالة لم يتم التوصل إلى تسوية، ستستمر المجموعة المهنية في استيراد البترول من الخارج، مثل ما وقع عند احتراق "لاسامير"، إذ لم يحصل حينها أي خصاص في المحروقات في المغرب. "لاسامير" قررت، اول أمس، توقيف تداول أسهمها في البورصة، وقالت إنها ستعلن أخبارا مهمة، في نظرك ما هي هذه الأخبار التي قد يتم إعلانها؟ قرار توقف آسهم "لاسامير" من التداول، كان متوقعا، لأنه لا يمكن لآي أحد أن يشتري أسهم شركة متوقفة، والدليل على ذلك أنه بمجرد انتشار خبر توقفها لمدة 15 يوما، تراجع السهم ب10 نقاط، ولو استمر في التداول كان من الممكن أن ينزل إلى الصفر، وبالنسبة إلى الأخبار المهمة التي يمكن أن يعلنها تتعلق إما ببيع الشركة، أو الإعلان عن قرار التوقف عن تكرير البترول، والاكتفاء باستيراد المحروقات من الخارج لأنه كما قلت مسبقا تكرير البترول مكلف ماديا. هل من الممكن أن يصدر في الأيام المقبلة قرار بيع الشركة، وإن حصل ذلك من من الممكن أن يقتنيها؟ إمكانية بيع "لاسامير" ليست مستبعدة، ومن أكبر المرشحين لاقتنائها المكتب الوطني للطاقة والمعادن، أو المجموعة الاقتصادية "أكوا" المتخصصة في مجالات الطاقة لصاحبها عزيز أخنوش، خصوصا أنه قبل ثماني سنوات كانت قد انتشرت أخبار أن أكوا تفكر في الاستحواذ على "لاسامير".