عبر الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي عن خيبة أمله لما آل إليه الوضع في بعض الدول العربية، بعد الربيع العربي. وأوضح المرزوقي، الذي كان يتحدث قبل قليل في محاضرة له بفندق حسان بالرباط حول "مستقبل العالم العربي" أن الأمل الكبير الذي نشأ بعد "الثورات"، تحول إلى كابوس في بعض الدول العربية"، مبرزا أن الربيع العربي تحول إلى حرب أهلية في سوريا وليبيا واليمن، وإلى ثورة مضادة في مصر،" الربيع بدل أن يكون قفزة إلى الأمام تحول إلى قفزة نحو الخلف وذهبت كل الأحلام أدراج الرياح"، يوضح الرئيس التونسي السابق . وبخصوص تونس، قال المرزوقي ان النظام القديم عاد بكل مقوماته وأساليبه ومكوناته. المرزوقي جدد هجومه أيضا على النظام المصري "الانقلابي"، الذي قال انه "تجاوز مرحلة الدكتاتورية إلى مرحلة الفاشية"، مؤكدا أن السيسي "لن يستطيع بالرغم من فاشيته إدخال الشعب المصري إلى بيت الطاعة". من جهة أخرى، شدد منصف المرزوقي أن الأزمة في الوطن العربي اليوم هي أزمة مفاهيم وقيم، محذرا من "استصنام" مفاهيم مثل الاشتراكية والقومية والإسلام السياسي، مبرزا "أن هاته المفاهيم التي تمسكنا بها تمسك الغريق بالقش اتضح أنها وظفت عكس ما جاءت لأجله،" لقد رأينا كيف وظف الاشتراكيون الاشتراكية والقوميون القومية والاسلاميون الاسلام، فهي مفاهيم تبث أن واقعنا أكبر منها أو مناقضا لها"، يقول منصف المرزوقي، الذي دعا إلى الحذر في استعمالها وتبنيها. ويرى المرزوقي أن الأزمة في الوطن العربي هي أزمة أخلاقية وقيمية، مبرزا أنه لا نجاح لثورة بدون ثورة أخلاقية. وخلص الرئيس التونسي السابق إلى أن الوطن العربي يعيش حاليا وسط البراكين والزلازل التي ستدمر ما يجب تدميره، لكن بعد هذا التدمير سيأتي البناء، لأن هناك طاقات خلاقة ومبدعة بالوطن العربي.