أكد المنصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق أن الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي يُعدّ في مصر لانفجار بركاني سيقضي على الأخضر واليابس، مبرزا أن السيسي يكرر فشلا بآليات لم تنجح أبدا، قائلا "ما يحاوله الآن السيسي في مصر هو ما حاوله جنرالات أمريكا اللاثنينة في الأرجنتين وفي الشيلي وفي الكثير من الدول ومع ذلك انفجرت البراكين". وتابع المرزوقي في حوار مصور مع موقع حزب العدالة والتنمية، أنا أقرأ كثيرا كتب التاريخ، فأكتشف أن نفس القوانين، ونفس الأغلاط تكرر، نفس الأشخاص ونفس السيناريوات المبتذلة تعود، مذكرا أن " كارل ماركس كانت له هذه جملة شهيرة قال فيها "من لا يعرف التاريخ مجبر على تكراره". ويرى أبرز المشاركين في الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، أن النظام المصري يعيد نفس الآليات التي انفجر بها البركان الأول في إشارة إلى الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس الأسبق لمصر حسني مبارك، قائلا " يعيد تكوين نفس الأليات، بل يزيد حسب المتحدث من الدموية والفساد أكثر، مما يعني يقول المرزوقي "أنت بكل وضوح، بصدد إعداد انفجار ثاني سيكون أقوى بكثير من الانفجار الأول"، مسترسلا "هذه السياسة التي يتبعها النظام المصري غير مفهومة"، مضيفا هؤلاء الناس لا يقرؤون التاريخ، ولا يفقهون أبسط الأبجديات في فن قيادة الشعوب، مضيفا مشكلتنا أن هؤلاء الناس الذين يقودوننا يقرؤون تقارير المخابرات ولا يقرؤون كتب التاريخ. في المغرب.. الملك التقط اللحظة التاريخية وفَهِمها وعن المغرب قال المرزوقي، بكل أخوة أعتبر أن المغرب خاصة الملك محمد السادس التقط اللحظة التاريخية وفهمها، "فهم ضرورة القيام بإصلاحات جذرية وسارع فيها، هذا هو الذكاء السياسي"، مسترسلا "الذكاء السياسي أن يلتقط اللحظة التاريخية، ويرى أن هذا منعرج يقتضي الدخول في إصلاحات"، مضيفا وهذا هو الذي ترك المغرب خارج العاصفة، الفهم للحظة التاريخية. واسترسل المرزوقي أنا أتمنى أن تمشي الإصلاحات في المغرب قدما، "والمغرب هو بلدي الثاني، وهذه عبارة ليست فلسفية أو ديبلوماسية، فعلا المغرب بلدي الثاني، وَوالدي مدفون عندكم هنا في مراكش"، ويجب أن يكون المغرب نموذج في العدالة الانتقالية، مردفا وهذا الشيء يستطيع أن يقدم به المغرب مثالا، بقوله نحن نستطيع أن نتفادى كل هذا الثمن الباهض الذي يدفع في أماكن أخرى، بالدخول في إصلاحات حقيقية عميقة وأحيانا موجعة. الإصلاحات الحقيقية.. خيار وحيد أمام الأنظمة العربية وعن الأنظمة العربية قال ضيف الملك محمد السادس، كل الأنظمة الموجودة في المنطقة على بكرة أبيها عندها خيار أن تمشي في إصلاحات حقيقية، موضحا والإصلاحات الحقيقية تتعلق بأمرين لا ثالث لهما، الأول هو توزيع الثروة ومحاربة الفساد بكيفية تضمن للأغلبية الساحقة للشعب الحد الأدنى من الكرامة، والحاجة الثانية هي الحرية، "الآن أصبحت مطلبا ضروريا خاصة أنها إحدى الأسباب التي تمكن من محاربة الفساد، ووضع الاقتصاد على قواعد صحيحة إلى أخره، وبدون حرية ليس هناك تقدم"، ويرى المرزوقي أن أي حاكم يفهم هذا، ويضع بلده في الواجهة الصحيحة، ويقول كل يوم سنزداد حرية، كل يوم سنزداد في العدالة الاجتماعية، كل يوم سننقص ولو نسبة قليلة من الفساد، هذا أعتقد يخفف من الاحتقان ويجعل البركان الذي يغلي يهدأ يضيف المرزوقي. التشبيه الأنسب للربيع العربي هو الانفجار البركاني المرزوقي قال في ذات الحوار إن تشبيه الربيع العربي بالربيع تشبيه خاطئ، مبرزا أن التشبيه الأنسب هو الزلازل أو انفجار البراكين، قائلا "البركان ينفجر عندما يكثر فيه الضغط الداخلي، ولا أحد يتوقع متى ينفجر، ثم ينفجر وأنت لا تستطيع أن تمنع هذا الانفجار"، مسترسلا "نفس الشيء بالنسبة للمجتمعات التي يكثر فيها الضغط الداخلي بفعل الأزمات، وبفعل الفقر والتهميش والظلم، تنفجر مهما تم القيام به". وأشار المرزوقي إلى أن مرحلة الانفجار يليها دائما مرحلة التدمير، قائلا "لا بد منها، ثم عادة يكون التدمير رهيبا"، مسترسلا "لكن بعدما تنتهي عملية الانفجار وعملية التدمير، تبدأ عملية البناء"، مفيدا أن أجود الأراضي الموجودة هي التي يؤسسها البركان، مضيفا وبالتالي فنحن الآن نعيش مرحلة التدمير، ما نراه هو تدمير دول وحدود وإيديولوجيات وطبقات كل هذا، لكن في نفس الوقت وراء هذه القوة التدميرية قوة الخلق والإبداع بصدد أخذ المبادرة فيما بعد. التدمير جزء من مسار الثورة عندما ترى البركان لا يجب أن تنظر فقط إلى اللحظة الراهنة يقول المرزوقي، "وهي لحظة رهيبة، لأنك ترى الدخان وترى أحيانا مدنا مردومة تحته، هذا شيء فظيع"، لكن هذه الفترة جزء من السيناريو وجزء من مسار الثورة. وأضاف المرزوقي أمام دول العالم العربي خياران إما تنفجر وتدمر، أو تأخذ المبادرة وتقوم بإصلاحات عميقة لتتفادى الانفجار البركاني، وإذا كان هناك نظام لا يريد أن يتعظ ويريد أن يرجع إلى الماضي، يجب أن يعلم أن الانفجار الذي سيأتي فيما بعد سيكون أقوى بكثير.