شهدت شوارع تونسية مؤخرا مسيرات احتجاج منددة برئيس البلاد المؤقت المنصف المرزوقي، أعادت الى الأذهان المظاهرات التي شهدتها البلاد قبل أكثر من عام والتي أسفرت عن الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، وذلك ردأً على وصف المرزوقي بالجراثيم على جماعات دعت رجل الدين المصري وجدي غنيم الى البلاد، حيث ألقى أمام مؤيديه خطاباً فهم منه البعض انه يدعو الى ختان الإناث في تونس. وقد أجج عدد من وسائل الإعلام تصريحات المنصف المرزوقي حين أفاد بأن الرئيس التونسي يصف شعبه بالجراثيم، على الرغم من ان تسجيل فيديو لحوار تلفزيوني منتشر على موقع ال "يوتيوب"، ينتقد فيه الرئيس المحسوب على التيارات الإسلامية تيارات إسلامية أخرى، واصفاً اياها بانها "أقلية تتكلم برشا (كثيراً) وتحتل الفضاء الإعلامي وهي مجرد ظاهرة صوتية"، كما وصف غنيم بالرجل الشاذ. وأضاف المرزوقي ان تونس أرض سنية معتدلة لن تسمح لهذه الجراثيم ان تنبت، مشددأً على انه لن يقع مس بحقوق المرأة وبحقوق الإنسان، محذرا من خطر الفكر السلفي، وما أسماه بالخطر الهامشي الذي عفى عليه الزمن. وقد أعرب كثيرون عن استيائهم إزاء هذه التصريحات بالخروج في المسيرات، حيث هتفوا "يا مرزوقي يا جبان الإسلام لا يُهان"، و"الشعب يريد تطبيق الشريعة" رافعين شعارات تنادي بمغادرته تونس، ومطالبين بحكم الشريعة الإسلامية في البلاد، مما أسفر عن صدامات بينهم وبين عدد من مؤيدي المرزوقي، الذي اضطر تحت الضغط الى تقديم اعتذار لمن وصفهم بالجراثيم على صفحته في ال "فيس بوك". يُذكر ان الداعية المصري وجدي غنيم قد أعرب أمام أتباعه خلال زيارته عن أمله بأن تكون تونس، السباقة في ثورات الربيع العربي سباقة في تطبيق الشريعة الإسلامية، مردداً هتاف "لا لا للعلمانية تونس تونس إسلامية"، وهو ما هتف به المتظاهرون في الشوراع أيضاً. وقد دفعت الأحداث المتوالية في تونس بعض المراقبين الى التساؤل عما اذا كانت البلاد ستشهد ثورة ربيع ثانية تطيح بالرئيس المؤقت أيضاً ؟