كشفت وثيقة صادرة عن مجلس القيم المنقولة، أن بورصة الدارالبيضاء تعد من بين أضعف البورصات الإفريقية فيما يخص الشركات الجديدة التي ترغب ولوجها، إذ لم تستطع البورصة المغربية من استقطاب سوى شركتين خلال السنتين المنصرمتين، في حين استطاعت بورصة جوهانيسبورغ الجنوب أفريقية من إقناع 13 شركة لتدرج أسهمها بسوق القيم خلال سنتي 2013 و2014، كما استطاعت تونس، ورغم الأحداث التي تمر منها، من استقطاب 17 شركة خلال السنتين الماضيتين. وخلال الخمس سنوات الماضية، استطاعت 8 مقاولات ولوج بورصة الدارالبيضاء، في حين أن هذا الرقم يرتفع عندما يتعلق الأمر ببورصة جنوب أفريقيا التي استقطبت خلال الفترة نفسها 31 شركة، وتونس 23 شركة، لكن بورصة الدارالبيضاء تفوقت، بحسب تقرير مجلس القيم المنقولة، على البورصات العربية الإفريقية الأخرى مثل مصر والجزائر. وإذا كانت المقاولات المغربية متخوفة من ولوج سوق القيم، فإن لذلك أسبابا، بحسب استطلاع حديث لشركة البورصة «التجاري للوساطة» التابعة لمجموعة التجاري وفابنك، والذي خلص إلى تراجع ثقة المستثمرين في بورصة الدارالبيضاء، حيث إن المستثمرين في المغرب غير متفائلين عندما يتعلق الأمر بتطور أداء بورصة الدارالبيضاء في المستقبل القريب، لأن نتائج الشركات المدرجة تدفعهم إلى الحذر. كما كشفت دراسة أخرى أجراها خبراء في بورصة الدارالبيضاء، عن مجموعة من العوامل التي تقف حجر عثرة أمام المقاولات الصغرى والمتوسطة، وتحول دون إقبالها على إدراج أسهمها في سوق القيم، واللجوء إلى هذه السوق من أجل تمويل مشاريعها الإنتاجية أو التوسعية. واعتبرت الدراسة التي نشرت مؤخرا، أن المقاولات الصغرى والمتوسطة تعاني بشكل كبير من إمكانية الولوج إلى مصادر التمويل البنكية، نتيجة الضمانات الكثيرة التي تتطلبها عمليات الحصول على قروض مالية من الأسواق المصرفية والتمويلية التقليدية. وبالرغم من اقتناع أغلب مسيري المقاولات بأهمية الحلول التمويلية البديلة التي توفرها بورصة الدارالبيضاء، والتي تستجيب لإكراهاتهم المالية، فإنهم يتفادون إطلاق خطط لإدراج جزء من رأسمالهم في البورصة أو رفع قيمته عن طريق سوق القيم. وترى الدراسة أن الولوج إلى بورصة الدارالبيضاء من طرف المقاولات الصغرى والمتوسطة لا يتطلب ضمانات كتلك التي تتطلبها الأبناك التقليدية، كما هو بالنسبة إلى عمليات رفع رأس المال أو التمويل عبر سوق السندات، مضيفة أن العوامل الحقيقية، التي تجعل أرباب هذا النوع من المقاولات، ترتبط بمخاوف لا سند لها، هي فقدان التحكم والسيطرة على الجوانب التسييرية لشركاتهم. الدراسة أبانت، أيضا، على أن المقاولات الصغرى والمتوسطة لا تلجأ إلى البورصة، خشية من نشر نتائجها المالية السنوية بشكل منتظم ودوري، إضافة إلى اعتقادها أن بورصة الدارالبيضاء هي مؤسسة ينحصر الولوج إليها على الشركات والمقاولات الكبرى. وجاء في الدراسة أن بورصة الدارالبيضاء هي سوق للأوراق المالية مفتوحة أمام جميع الشركات والمقاولات الصغرى والمتوسطة، من خلال عملية إدراج 30 ألف سهما لا تتعدى قيمتها 10 ملايين درهم، في وقت ستكتفي فيه بتقديم حصيلة مالية سنوية واحدة مصادق عليها من طرف الخبراء الماليين. وأشارت الدراسة إلى أن شهر يونيو المنصرم، قامت بورصة الدارالبيضاء وبشراكة مع وكالة المقاولات الصغرى، بإطلاق مشروع خطوط تمويل لفائدة المقاولات الصغرى والمتوسطة في المغرب عبر سوق الأوراق المالية، وهي المبادرة التي تهدف إلى تطوير السوق المالية المغربية وتعزيز الولوج إليها من طرف معظم الفاعلين الاقتصاديين لتمويل مشاريعهم، وبالتالي تمهيد الطريق لولوج المقاولات الصغرى والمتوسطة للسوق المالية لدعم تطورها ونموها.