دخلت بعض مناطق الشمال التي تنتمي إلى إقليمشفشاون في حالة من التخبط بعد انقطاع الطريق الوطنية رقم 16، الرابطة بين الحسيمة وتطوان، حيث يضطر المواطنون إلى الاستعانة بطرق خاصة لتوفير المؤونة والتنقل، ولم تتمكن المصالح المعنية إلى حدود الان، من فتح المسلك الطرقي المذكور. وأكد عبد الله نورو، رئيس كونفدرالية جمعيات غمارة، أن المسافرين في الاتجاهين، يضطرون إلى تغيير سيارات الأجرة في منطقة "أزنتي"، التي وقع فيها الانهيار الصخري، فيما الأشخاص الذين يتنقلون في المناطق المجاورة يضطرون إلى ركوب المراكب والتنقل عبر البحر. وأوضح المتحدث نفسه في تصريح ل"اليوم24″، أن المناطق المتضررة بشدة من هذا الوضع، هي بالتحديد جماعة أمتار، والسطيحات، وتارغا، وحتى منطقة الجبهة، مشيرا إلى أن الصيادين في بعض المناطق لم يتمكنوا من ممارسة نشاطهم منذ أيام أمام إنعدام الغازوال، غير أنه استغرب من عدم تغيير شاحنات التزويد لمسارها عبر الطريق الوطنية رقم 2 لتمكين هؤلاء الصيادين من التزود بالوقود اللازم لممارسة نشاطهم، فيما يتم تزويد بعض المراكز بالمواد الغذائية عن طريق البحر أيضا. وفي السياق نفسه، وصف محمد مشبال، رئيس جماعة أمتار، في اتصال هاتفي ب"اليوم24″، الوضع الذي تعيشه المنطقة جراء انقطاع الطريق ب"الكارثي"، مشيرا إلى أن الانهيار الصخري جاء في وقت تعرف فيه المنطقة حركة اقتصادية نشيطة مع انطلاق موسم الاصطياف. وأثر هذا الوضع، وفق المتحدث نفسه، في الحركة الاقتصادية، وتسبب في غلاء الأسعار بالنسبة إلى بعض المواد الغذائية واختفاء أخرى من السوق "اليوم يوم سوق في جماعتنا، وسعر الطماطم بلغ 10 دراهم للكيلوغرام الواحد، والحليب مفقود "، يضيف مشبال. وكانت وزارة التجهيز والنقل قد بعثت بلجنة تقنية مركزية إلى عين المكان للإشراف على إعادة فتح الطريق التي قطعها الانهيار الصخري مساء الأحد الماضي، وبعد ساعات من تمكن المصالح المعنية من إعادة فتحه جزئيا، إلا أن الوضع تأزم من جديد بعد انهيار صخور أخرى، وأرجعت الوزارة سبب حدوثه إلى "الطبيعة غير المستقرة لمحيط الطريق المداري المتوسطي، والذي يتكون أساسا من مرتفعات الشيست المتفكك، إضافة إلى التساقطات المطرية المهمة التي تتميز بها هذه المنطقة".