تمكن سكان دوار «تمسولت»، بالجماعة القروية «أمين الدونيت» بإقليم شيشاوة، في حدود الساعة الثامنة من مساء الاثنين، من انتشال جثتي الشقيقيتن «رقوش» (30 سنة) و»يامنة» (18 سنة)، اللتين جرفتهما سيول وادي «تكنارين»، عصر اليوم نفسه، حيث كانتا تقومان بغسل ملابس عائلتهما بضفافه، قبل أن تتسبب العاصفة الرعدية التي ضربت المنطقة في ارتفاع منسوب مياهه، وتجرفهما سيوله لمسافة تجاوزت كيلومترا من الموقع الذي كانتا تتواجدان فيه قبل غرقهما في أوحال الوادي، الذي ينبع من جبال الأطلس الكبير، ويخترق دواوير العديد من الجماعات القروية بالمنطقة. وقد فشلت المحاولات التي قامت بها السلطات المحلية والدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المساعدة من أجل إنقاذ الضحيتين الشقيقتين، بل أخفقوا حتى في انتشال جثتيهما بسبب ضعف المعدات اللوجيستيكية ووسائل العمل، وانعدام شبكة تغطية الهاتف النقال الذي تمّت الاستعاضة عنه بأجهزة الاتصالات اللاسلكية القديمة التي لازالت متوفرة لدى السلطات المحلية، قبل أن يتمكن سكان المنطقة ساعات قليلة من انتشال جثتيهما ساعات قليلة بعد وقوع الحادث. هذا، وقد فتح الدرك الملكي بالمركز الترابي «مجّاط» تحقيقا لمعرفة ظروف وملابسات الحادث، بينما تم نقل جثتي الضحيتين إلى مستودع حفظ الأموات بباب دكالة بمراكش من أجل إخضاعهما للتشريح الطبي بناء على تعليمات وكيل الملك لدى ابتدائية إمنتانوت. ويعد هذا الحادث الثاني من نوعه في أقل من أسبوع بعد العاصفة التي ضربت المنطقة نفسها الواقعة بضواحي مدينة مراكش. فقد تسببت سيول وادي «بومعيز» بالجماعة القروية «السعيدات» بإقليم شيشاوة، عصر يوم الأربعاء المنصرم، في غرق طفلين شقيقين كانا عائدين بمعية أطفال آخرين من رحلة استجمام بمنتجع «عين أباينو» بالمنطقة نفسها، قبل أن تجرفهما سيول الوادي، ليعثر سكان الدوار على جثتيهما في اليوم الموالي، ويتم نقلهما إلى مستودع الأموات بمراكش. كما تسببت العاصفة الرعدية التي ضربت المنطقة، مؤخرا، في حادثة سير خلفت مصرع أربعة أشخاص وإصابة شخص خامس بجروح خطيرة، إثر انقلاب شاحنة لنقل البضائع بأحد المنعرجات على الطريق الرابطة بين منطقتي «أسني» و»مولاي إبراهيم» بضواحي مراكش. وحسب مصادر محلية، فإن حادثة السير وقعت بوادي «غيغاية» بالقرب من قنطرة «تيبضرت»، التابعة للمجال الترابي للجماعة القروية «مولاي إبراهيم»، بعد أن انحرفت الشاحنة التابعة لإحدى الشركات المنجمية والمحملة بالمعادن، التي كانت قادمة من الجماعة المحلية «اجوكاك»، وانحرفت عن الطريق عند أحد المنعطفات، قبل أن تنزلق وتهوى من أعلى نقطة على الطريق الجهوية رقم 203 بأزيد من 100 متر وتسقط في قعر الوادي، لتتحول الجثث الأربع إلى أشلاء، ويستغرق عناصر الوقاية المدنية و الدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية وأعوانها ساعات طويلة لانتشالها. وحسب المصادر نفسها، فقد تمكنت السلطات المحلية والأمنية من تحديد هوية الضحايا الأربع، الذين كانوا يعملون بإحدى الشركات المنجمية بالمنطقة، وينحدر ثلاثة منهم من الجماعة القروية «آيت إمور»، بينما ينحدر الرابع من منطقة «أكفاي». وقد تم نقل جثث الضحايا الأربع إلى مستودع الأموات بباب دكالة بمدينة مراكش، بينما تم نقل الشخص المصاب إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل بالمدينة نفسها.