كشف مصدر أمني أن الخلية التي أعلن عن توقيف عناصرها، أمس الثلاثاء، تعتبر من "أخطر الخلايا" التي جرى تفكيكها، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية "وضعت يدها على عناصر جيدة التدريب، ومؤهلة أكثر من غيرها لتنفيذ مخططاتها الإرهابية، فضلا عن أنها تتلقى توجيهات مباشرة من عناصر قيادية في تنظيم "داعش" الإرهابي"، وكانت ستستفيد من "خبرة مدربين" موفدين من التنظيم الإرهابي للإشراف على العمليات. خطورة هذه العناصر أنها كانت تعرف جيدا ما تريد، وأنها كانت على استعداد للذهاب بعيدا في مخططها الإرهابي، الذي عمل على "كسر الاستراتيجية الاستباقية التي تشتغل وفقها الأجهزة الأمنية، إذ اتخذت أقصى أسباب الاحتياط، لكن كفاءة عناصرنا تفوقت على حرصهم على القيام بما خططوا له.. كانوا يريدون مباغثتنا مستفيدين من الأخطاء التي ربما اقترفها من سبقهم من المتطرفين"، يشدد المصدر. ومما تسرب من التحقيقات فإن الخلية كانت "تحلم" بإنشاء "تشكيل عسكري" مهمته القيام بعمليات نوعية، تستهدف شخصيات رفيعة ومنشآت حساسة، مدنية وعسكرية، في أفق إعلان "مناطق محررة"، لكن "يقظة الأمن، والتتبع الهادئ للعناصر المتطرفة، وتجميع المعطيات أفضت إلى وضع اليد على صيد أمني ثمين". وشدد المصدر أن "داعش" كانت تريد أن تجعل من العناصر الموقوفة "نواة صلبة" لعمل "طموح" يستهدف أمن المملكة المغربية، ويمتد إلى خارجها، وفي سبيل ذلك جندت عناصر مدربة على مستوى جيد، خاصة فيما يتعلق بمحو كل الآثار والبصمات الأمنية التي يمكن أن توصل إليها، أو ما يرتبط بنجاعة وفعالية عملياتها التي أجهضت في مهدها. وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد أعلن، أمس الثلاثاء، عن تفكيك خلية إرهابية تتكون من ثمانية عناصر تنشط بمدن طنجة وبوزنيقة وخريبكة وتاونات، أعلنت ولاءها ل"داعش"، حسب ما أفاده بلاغ صادر عن وزارة الداخلية، الذي أكد أن الخلية كانت تستهدف تصفية مسؤولين أمنيين، وكذا ضرب منشآت حساسة. وفي سياق متصل، كشف التتبع ارتباطات أعضاء هذه الخلية بمقاتلين سابقين بمعسكرات تنظيم القاعدة بأفغانستان، وكذا تورط عناصر نسوية في هذا المخطط الإرهابي ضد المملكة، سبق وأن أقمن بهذه البؤرة المتوترة قبل إعلان موالاتهن لتنظيم الدولة، على حد تعبير البلاغ.