شدد صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية والتعاون، ببرشلونة الإسبانية، على ضرورة تسريع الشراكة الاستراتيجية بين ضفتي المتوسط من أجل الإجابة عن إشكاليات النمو وإدماج الشباب ومعضلة التشغيل. برشلونة : اليوم24
في أول زيارة له إلى إسبانيا بعد تعيينه على رأس الدبلوماسية المغربية، لم يضيع صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية والتعاون، الفرصة لدعوة دول شمال المتوسط إلى الاندماج مع دول ضفته الغربية في إطار شراكة استراتيجية جديدة ترتكز على المنطق الاقتصادي، إذ أكد خلال تدخله على هامش أشغال المنتدى الاقتصادي الأول لدول غرب المتوسط الذي احتضنته مدينة برشلونة الإسبانية، يوم الأربعاء، «على ضرورة تسريع الشراكة الاستراتيجية بين الضفتين خاصة مجموعة 5+5 من أجل الإجابة عن إشكاليات النمو وإدماج الشباب ومعضلة التشغيل، التي لم تعد مقتصرة على دول الجنوب، بل أضحت إشكالية الدول النامية أيضا». ولبلوغ هذا الهدف، دعا مزوار إلى اعتماد مقاربة جديدة ترتكز على فتح المزيد من الفرص أمام الشباب داخل فضاء اعتادوا عليه، عبر إرساء شراكة إقليمية جديدة تروم توفير فرص العمل بالموازاة مع تنفيذ مشاريع استثمارية بنتائج واضحة وملموسة على سكان المنطقة المغاربية واقتصادياتها». وفي هذا الصدد، شدد مزوار، على ضرورة توسيع هذه الشراكة لتشمل القارة الإفريقية، التي قال عنها، «إنها قارة نمو، وستواصل النمو المستقبلي للعالم باستحواذها على حصة 25 في المئة من هذا النمو». ولتفعيل هذا التوجه، شدد رئيس الدبلوماسية المغربية، على ضرورة انخراط دول غرب المتوسط في منطق شراكة طورته سابقا، ويتعلق بالتعاون المشترك أو التعاون المتعدد الأطراف، ليس فقط، بين الدول، ولكن بين الفاعلين الاقتصاديين أيضا من أجل التوجه نحو أسواق جديدة تضمن إدماج اقتصاديات الجنوب مع أوروبا». وفي طريق تسريع هذه الشراكة، أكد لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، «على ضرورة العمل كمجموعات بين هذه الدول والذهاب مجتمعين نحو أسواق جديدة من أجل البحث عن أرقام النمو، وفي هذا الصدد، بإمكان الشراكة الاقتصادية التي تجمع بين الفاعلين الاقتصاديين والحكومات، فتح فرص جديدة أمام تسريع الأمور في هذا المجال». وكأول خطوة في طريق تغليب المنطق الاقتصادي في الشراكة بين دول غرب المتوسط، يمكن أن يلعب الاتحاد المغاربي للتجارة والاستثمار الذي أعلن عن إنشائه على هامش المنتدى الاقتصادي لدول «5+5»، دورا في تسريع هذه الشراكة، وفي هذا السياق، من المرتقب أن يتم التوقيع على الإحداث الفعلي لهذا التجمع، تسجل مريم بنصالح، رئيسة الباطرونا المغربية، «شهر فبراير المقبل بالمغرب، بهدف تنمية التجارة بين بلدان المغرب العربي ولعب دور المحرك لبعث الثقة ورفع معيقات الاستثمار في وجه نحو 1400 رجل أعمال مغاربي». يشار إلى أن أشغال هذا المنتدى الاقتصادي الأول من نوعه لبلدان غرب المتوسط تميز بحضور وزراء خارجية البلدان الأعضاء في «حوار 5 زائد 5» والتي تضم كلا من المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا وليبيا عن الضفة الجنوبية للمتوسط، وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال ومالطا من الجهة الشمالية من بحر المتوسط، وينتظر أن تفتح هذه الخطوة الباب أمام المزيد من اللقاءات بين رجال الأعمال في الضفتين، سيكون قادمها بمدينة برشلونة البرتغالية شهر مارس من سنة 2014.