تبنى تنظيم الدولة الاسلامية الخميس استهداف زورق عسكري مصري بصاروخ قبالة مدينة رفح المصرية الساحلية على البحر المتوسط في شمال سيناء, في اول حادث من هذا النوع في القتال المستمر منذ سنتين في سيناء. وقال الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية "ولاية سيناء" في بيان نشر على حسابات لجهاديين على موقع تويتر ان الهجوم الذي تم بواسطة صاروخ موجه دمر الزورق البحري بشكل كامل. ومثل هذا الاعتداء امر نادر وغير مسبوق ضد الجيش المصري الذي يواجه هجمات متواصلة من الجماعات الجهادية المسلحة على الارض. ونشر التنظيم ثلاث صور لما يبدو انه صاروخ موجه في طريقه لاصابة الزورق الحربي في البحر قبل ان يتسبب في كرة لهب كبيرة غطت الزورق. وفي وقت سابق الخميس, اعلن الجيش المصري ان زورقا عسكريا تابعا للبحرية المصرية احترق اثر اشتباك مع مسلحين قبالة مدينة رفح المصرية الساحلية على البحر المتوسط. واشار الناطق العسكري الى ان الحادث انتهى "بدون حدوث خسائر فى الأرواح" في صفوف الجيش المصري. وافاد مصور لوكالة فرانس برس وشاهد عيان في قطاع غزة الفلسطيني ان الزورق تعرض للهجوم بعيدا عن الشاطىء بثلاثة كيلومترات على الاقل. واوضح الشاهد احمد نوفل "كنا نجلس على الشاطىء وفجأة وقع انفجار". وحضرت قطع بحرية مصرية اخرى لموقع الهجوم لانقاذ طاقم الزورق الذي تصاعد دخان ابيض كثيف منه, بحسب مصور فرانس برس في صطاع غزة المجاور. وتعد شمال سيناء المسرح الرئيسي للمواجهات المتواصلة بين الجيش المصري والجماعات الجهادية المسلحة حيث قتل حيث قتل مئات من رجال الجيش والشرطة منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في يوليو 2013. ويتبنى تنظيم "انصار بيت المقدس" الذي اصبح يسمي نفسه "ولاية سيناء" بعد مبايعته تنظيم "الدولة الاسلامية" معظم هذه الهجمات. واكثر الاعتداءات دموية وقع في شمال شبه جزيرة سيناء حيث تبنى الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية سلسلة هجمات دامية على الجيش في الاول من تموز/يوليو. وافاد الجيش عن مقتل 21 جنديا في اعمال عنف وقعت مؤخرا لكن بعض وسائل الاعلام نشرت حصيلة اكبر بكثير للضحايا نقلا عن مسؤولين امنيين. لكن هجوم الخميس اذا ما تاكد, سيشكل اول هجوم بحري للتنظيم السني المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا. وفي نوفمبر الفائت, اعلن الجيش المصري ان سفينة تابعة للبحرية تعرضت لاعتداء "ارهابي" قبالة سواحل محافظة دمياط في البحر الابيض المتوسط وان ثمانية عسكريين هم في عداد المفقودين. لكن هجوم دمياط غير المسبوق هذا لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه ولف الغموض ملابساته. ورغم تركز الهجمات الجهادية في سيناء الا ان القاهرة ومدن دلتا النيل لم تبق في منأى من هذه الهجمات, حيث سقط فيها عشرات الشرطيين بالرصاص او عبر العبوات الناسفة قبل ان تضربها تفجيرات بسيارات مفخخة ايضا. ولم تقتصر هجمات الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية على سيناء. فقد تبنى التنظيم المتطرف جمات غرب قناة السويس كان اخرها هجوم بسيارة مفخخة على القنصلية الايطالية في قلب القاهرة السبت الفائت, في اول هجوم على بعثة دبلوماسية منذ بدء موجة الهجمات الجهادية قبل عامين في مصر. وقتل مدني واصيب تسعة اشخاص من المارة وشرطيان بجروح في الانفجار. وفي 29 يونيو الفائت, اغتيل النائب العام المصري هشام بركات في هجوم بسيارة ملغومة قرب منزله في حي مصر الجديدة الراقي شرق القاهرة. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن اغتياله حتى الان. وبركات هو اعلى مسؤول حكومي يقتل منذ بدء الهجمات التي تعلن منظمات اسلامية متطرفة تنفيذها ردا على الاعتقالات والاحكام التي صدرت بحق اسلاميين منذ اطاحة الجيش بقياده الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في يوليو 2013. والخميس, اقالت الحكومة المصرية مدير امن القاهرة اسامة بدير في قرارا رجحت مصادر امنية ان التفجيرات الاخيرة في القاهرة تقف خلفه. وجاء قرار اقالة بدير بعد ساعات قليلة من انفجار قنبلة في ميدان روكسي في حي مصر الجديدة قرب قصر الاتحادية الرئاسي. وادى هذا الهجوم لاصابة شرطي بجروح في ساقه. وهذه ليست المرة الاولى التي تحدث فيها تفجيرات قرب القصر الرئاسي. وتقول الجماعات الجهادية المسلحة انها تتحرك ردا على القمع الدامي لانصار مرسي الذي ادى الى مقتل اكثر من 1400 شخص وسجن قرابة 40 الف اخرين بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش. وانتخب قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد باغلبية ساحقة في مايو 2014 وسط وعود باستعادة الامن والاستقرار في البلاد.