أقدمت عصابة، بعد ظهر الثلاثاء الماضي، على تطويق محام ومنعش عقاري وتهديدها بالسيوف، بغرض الاستيلاء على 34 مليون سنتيم كانت بحوزتهما، حيث أوهمهما أفراد العصابة برغبتهم في بيع ملايين من عملة "الأورو" بثمن بخس، ليفاجأ كل من المحامي والمنعش العقاري بأنهما راحا ضحية عملية نصب، حيث توجها إلى المنطقة الإقليمية للأمن من أجل وضع شكايتهما. أفراد العصابة العصابة أوهموا الضحيتين بأنهم يتوفرون على مبالغ جد ضخمة من عملة الأورو، مؤكدين أنهم عثروا عليها بأحد الشواطئ بعدما لفظتها أمواج البحر، كما أوهموهما بحيازتهم لمحفظة مملوءة عن آخرها بأوراق من فئة 20 أورو، معشرين عن رغبتهم في صرف كل ورقة من فئة 20 أورو مقابل 50 درهما فقط، في الوقت الذي تباع فيه ورقة 20 أورو بحوالي 200 درهم، ما أثار شهية المحامي والمنعش العقاري. ولإقناع المحامي والمنعش العقاري بحقيقة توفرهم على مبالغ كبيرة من عملة الأورو، شرع أفراد العصابة في حبك خطتهم منذ أيام، حيث أحضروا 10 أوراق من فئة 20 أورو ، على اعتبار أنها نماذج من باقي رزم الأوراق المالية للعملة الأوروبية، حيث سافر أحد أفراد العصابة إلى مدينة سلا والتقى بهما هناك، وسلمهما الدليل والحجة، فاقتنع المحامي والمنعش العقاري برواية أفراد العصابة، حيث قررا، صباح أول أمس الثلاثاء، تنفيذ الصفقة التي ظنا أنها ستذر عليهما أرباحا طائلة، فاستقلا سيارة رباعية الدفع من طراز "رونج روفر"، ورافقهما في الرحلة الشخص المنتمي للعصابة، والذي تبين أنه العقل المدبر، ليربط الاتصال بباقي شركائه، وما إن وصل الثلاثة إلى المدينة حوالي الساعة الثالثة والنصف من منتصف نهار أول أمس الثلاثاء، كان زعيم العصابة المرافق للضحيتين يتصل بشركائه، الذين كانوا يطالبونه بالتوجه إلى منطقة توجد بالقرب من معمل الألمينيوم المقابل لدوار أولاد حمو، كي تتم الصفقة بعيدا عن الأنظار. ما إن وصل الضحيتان إلى المكان المعلوم حتى أوقفا سيارتهما، ليفاجآ بقدوم سيارة "أودي"، نزل منها ثلاثة أشخاص مسلحين بالسيوف، فاستولوا على المبلغ المالي، قبل تعطيل العجلتين الأماميتين لسيارتهما كي لا يطاردهما المحامي والمنعش العقاري. وعرض المحققون صورا لمبحوث عنهم على الضحيتين، فأكدا أن إحداها تنطبق على أوصاف العقل المدبر للعصابة، حيث تعود الصورة للمدعو "ع.ب"، الذي كشفت الأبحاث الأولية المشتركة لمصالح الأمن والدرك، أنه نفذ بمعيّة آخرين عدة عمليات مماثلة بمولاي بوسلهام، وأنهم استلوا على مبالغ 80 و30 و10 ملايين في عمليات متفرقة، كما نفذوا العشرات من العمليات بمنطقة الغرب الشراردة، وبالضبط بنواحي سيدي يحيى الغرب ومدينة القنيطرة وضواحيها، وكذا بمنطقة العوامرة الفلاحية التابعة لإقليم العرائش، حيث تبين أنهم يترصدون الأشخاص للتأكد من ثرائهم، ثم يشرعون في تنفيذ عملياتهم التي أسقطت العشرات من الأثرياء في شباكهم.