قال لويس سيزار مينوتي، المدرب السابق للمنتخب الأرجنتيني، والذي قاد «التانغو» للفوز بكأس العالم سنة 1978، إن مواطنه ليونيل ميسي، قدم مباريات ممتازة في «كوبا أميركا» عندما لعبت الأرجنتين جيدا، بغض النظر أن المنتخب لا يملك الفلسفة ولا طريقة اللعب التي تعطي للاعب أريحية في اللعب لإظهار موهبته لكي يتحرك كما يحب. وأَضاف المدرب ذاته: «في النهائي لاحظت أن ميسي كان مرهق، تشيلي أحكمو مراقبته، لكن لاحظت أن هناك أمر يضايقه نفسيا، لم يكن مرتاح، وما حدث قد حدث، لكن يجب علينا أن نفهم الآن وللأبد أن السيمفونية لا تلعب بالبيانو. يجب أن يكون هناك عازف كمان وغيره من الآلات الموسيقية». وأبرز المدرب الأرجنتيني قائلا: «الأرجنتين لم تلعب مباراة نهائي جيدة، ومن ضمنهم ميسي، لكن قبل ذلك بأيام قليلة، لعبو بشكل جيد جدا ضد البارغواي وكولومبيا، لذلك أنا لا أضخم الأمور، ميسي ما زال اللاعب الأفضل في العالم، وسيأسر قلوبنا من جديد. يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا عندما نقارن مستوى ليو في البرصا مع مستواه في الأرجنتين». وأبرز مينوتي، الذي سبق له أن درب فريق برشلونة موسم 1983/1984: «بدون ميسي لم يكن لتصل الأرجنتين لكأس العالم، بدون ميسي لم يكن حتى للأرجنتين أن تتجاوز دور المجوعات في كأس العالم 2014، لأنه بدون حلوله الفردية عانى المنتخب كثيرا أمام الفرق الضعيفة في المجموعات. بدون ميسي لما وصلنا لنهائي كأس العالم. طبعا مجهود زملائه الذين جرو في الملعب وسجلو محسوب، لكن بدون لمحة سحر من ميسي لم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه. الناس تعتقد أننا نملك ميسي يجب أن نفوز بكل شيء. دعونا لا نخدع أنفسنا، بدون ميسي الأرجنتين تصبح منتخب عادي جدا، مثل البرازيل دون نيمار، يجب أن نعتنى باللاعب، لا أن نهاجمه وننتقده. يجب علينا فعلا الاعتناء بميسي، لأنه بدونه لن تصل الأرجنتين لكأس العالم المقبل». من جهته أكد لويس سيغورا، رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، أنه لا يتفهم الانتقادات المواجهة لمواطنه، المهاجم ليونيل ميسي، مشيرا إلى أنها إذا دفعت اللاعب لاعتزال اللعب دوليا سيكون الوضع مؤسفا. وقال سيغورا، في تصريحات صحفية: «لا أتفهم من يشكك في ميسي، إنه ظلم بيّن، أتمنى ألا يسأم ميسي من الانتقادات، سيكون أمرا مؤسفا إذا اعتزل اللعب دوليا»، موضحا: «أنا متأكد أن عدم تتويج ميسي بأي لقب (مع المنتخب) يؤلمه بالقدر نفسه الذي تشعر به الجماهير، وهو أكثر من يعاني. يمكنني أن أتقبل مقارنة ميسي بلاعب آخر، إنها مسألة آراء، ولكنني لن أقبل مطلقا التشكيك فيه». ويتواجد ميسي حاليا في روساريو، بولاية سانتا فيه، بوسط الأرجنتين، حيث يسترخي مع عائلته محاولا تجاوز خسارة نهائي بطولة «كوباأمريكا» أمام تشيلي، صاحبة الضيافة بركلات الترجيح (4-1)، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. وكان ميسي قد أكد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «لا يوجد ألم أكبر في كرة القدم من خسارة مباراة نهائية، لكني لا أريد أن يمر المزيد من الوقت دون أن أوجه شكري لجميع من دعمنا دائما وساندنا في الأوقات الصعبة». ورغم تتويجه بثلاثية تاريخية الموسم المنصرم مع فريقه برشلونة الإسباني، إلا أن «البرغوث» فشل، مرة أخرى، من التتويج بلقب كبير مع منتخب بلاده. ورفض ميسي استلام جائزة أفضل لاعب في البطولة، لتسحبها اللجنة المنظمة، إذ بدا الحزن عليه واضحا عقب خسارة فريقه بركلات الترجيح، التي سجل هدف بلاده الوحيد فيها. وسجل المهاجم الأرجنتيني هدفا وحيدا لبلاده في البطولة وصنع ثلاثة أخرى. ويعد هذا ثالث نهائي يخسره ميسي مع الأرجنتين بعد نهائي «كوباأمريكا» 2007 ونهائي كأس العالم بالبرازيل 2014.