عادت أجواء التوتر إلى المركب الجامعي ظهر المهراز إثر النطق بالأحكام في قضية مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي، عضو منظمة التجديد الطلابي. فقد عمد طلبة النهج الديمقراطي القاعدي (البرنامج المرحلي)، أمس الخميس، إلى حمل الأسلحة البيضاء لمواجهة طلبة المنظمة ولفرض مقاطعة الامتحانات. وذكر مصدر من داخل الجامعة أن الطلبة القاعديين كانوا حريصين على استهداف طلبة التجديد الطلابي، المقربة من حركة التوحيد والإصلاح، وقد تمكنوا من ثلاثة طلبة منهم، إذ اعتدوا عليهم بالأسلحة البيضاء، لينقل المصابون إلى المستشفى لتلقي العلاجات. وزاد المصدر أن الطلبة القاعديين حاولوا، صباح اليوم، منع الطلبة من اجتياز الامتحانات في الفترة الصباحية، لكنهم لم ينجحوا في ذلك، لرفض الطلبة التجاوب معهم. غير أنهم عادوا في الفترة المسائية حاملين سيوفا وسلاسل وهراوات لإخضاعهم، فنجحوا في فرض المقاطعة في كليتي الحقوق والأداب. وذكر عماد علالي، وهو طالب عضو في منظمة التجديد الطلابي، في حديث مع "اليوم 24″، أن الطلبة القاعديين بثوا أمس الخميس أجواء الرعب في أرجاء الجامعة، "مدججين بالأسلحة وبكم كبير من العدوانية عقب صدور الأحكام ضد المتورطين في قتل الطالب الحسناوي". وقال علالي، وهو أحد الطلبة الثلاثة الذين جرى الاعتداء عليهم قبل عام حين كانوا رفقة عبد الرحيم الحسناوي: "سجلنا حضورا ضعيفا للأمن.. الأمر كان مثيرا للاستغراب، لقد تمركزوا بعيدا عن المركب الجامعي.. لم نسجل حضورهم إلا قرب الحي الجامعي البعيد عن مسرح إجرام القاعديين". وأضاف المتحدث أنه كان لحظتها داخل الكلية بأحد المختبرات، ولم يستطع الإفلات من اعتداء القاعديين إلا بمساعدة أحد الموظفين الذي تطوع وأخرجه في سيارته خفية عنهم. وكان الطلبة القاعديون قد عبروا عن رفضهم، صباح الخميس، خلال وقفات احتجاجية، للأحكام التي صدرت عن غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس، التي أدانت 9 أشخاص في مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي، عضو منظمة التجديد الطلابي، التابعة لحركة التوحيد والإصلاح. وقد هدد الطلبة القاعديون، خلال المسيرة التي نظمت عقب صدور الأحكام، حيث وزعت المحكمة 111 سنة على المدانين، بالتصعيد، منددين بالإحكام في حق "رفاقهم"، بحيث اعتبروها قاسية وانتفت فيها شروط المحاكمة العادلة. وقد أدانت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس، أمس الخميس، سبعة طلبة قاعديين في قضية مقتل الحسناوي، إذ حكمت بالسجن عليهم ب15 سنة سجنا نافذا لكل واحد منهم، كما قضت بالسجن بثلاث سنوات سجنا نافذا في حق شخصين آخرين، فيما برأت آخرين. وبعد النطق بالأحكام، توترت الأجواء داخل المحكمة، إذ احتجت أسر الطلبة المدانين على الأحكام، معتبرة أنها مبالغ فيها، ودخلت أمهات في حالات من الهستيريا، استدعت نقل بعضهن إلى المستشفى وسط استنفار أمني كبير بمحيط جنايات فاس. وكان الطالب الحسناوي قد لقي مصرعه في أبريل 2014، فيما أصيب اثنان آخران من منظمة التجديد الطلابي، التابعة إلى حركة التوحيد والإصلاح، بجروح في مواجهات جرت في المركب الجامعي فاس – ظهر المهراز بين طلبة المنظمة وطلبة "النهج الديمقراطي القاعدي"، حسبما ذكرت ولاية فاس حينها.