يبدو أن الصراع بين حزبي العدالة والتنمية، والأصالة والمعاصرة يشتد مع اقتراب الانتخابات الجماعية في مدينة وجدة، حيث في ظرف يومين حضر قياديون من الوزن الثقيل في الحزبين، ما ينذر أن المدينة ستكون حلبة صراع قوي، خصوصا بينهما. إذ عقد، أمس السبت، سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني "للبيجيدي"، مهرجانه الخطابي فيما الرجل القوي في الأصالة والمعاصرة نائب الأمين العام، إلياس العماري، برمج له الحزب لقاء مع المواطنين مساء اليوم الأحد. البيجيدي والبام "يتصارعان" في الشارع للإعلان عن نشاطاتهما بوجدة ولمح العثماني خلال مداخلته إلى ما قاله إلياس العماري في لقاء حزبي، أخيرا، تحدث فيه عن الصراع بين العدالة والتنمية، وبعض أحزاب المعارضة، مشيرا إلى أن العماري أكد أن حزبه "ليس له أي صراع مع أي حزب، وأن هذه الصرعات بين الأغلبية والمعارضة غير مقبولة ولا معقولة"، قبل أن يتهم العماري بالعمل على تحطيم العمل السياسي، مذكرا إياه بما حدث في مدينة وجدة إبان تشكيل مجلس المدينة عقب الانتخابات الجماعية لعام 2009. وحذر العثماني من تكرار سيناريو وجدة: "نقول إذا تكررت في مدن أخرى ستكون كارثة"، على اعتبار أن المواطنين الآن استرجعوا جزءا من الثقة في العملية السياسية، ما ولد انتظارات لدى المواطنين، وبالتالي "أقول لهؤلاء المسؤولين: لا تحطموا هذه الثقة الموجودة، ولا يجب أن نعود إلى الأساليب البائدة والضغط على المستشارين كما حصل في السابق". وفي قالب ساخر، قال العثماني للحاضرين إنهم منعوا الحزب من رئاسة بلدية وجدة، لكن في نهاية المطاف، الحزب ترأس الحكومة، قبل أن يجدد رجاءه أكثر من مرة حتى لا تنزلق الأمور لأن في ذلك على حد تعبيره "تشويش على الديمقراطية"، قبل أن يطالب المناضلين باستقبال الانتخابات المقبلة بنفس وثقة جديدين. وفي محاولته مقاربة الفعل السياسي، أكد العثماني أن السياسة "عمل و تضحية"، في سبيل الوطن، "لذلك لا يجب أن يعزف المواطنون عن السياسة، حتى وإن لم ينتموا إلى حزب من الأحزاب، لكن يجب أن يبقوا في قلب السياسة"، على حد قوله، لأن في ذلك "ارتفاع للوطن، وإذا ارتفع هذا الأخير نرتفع جميعا"، مبرزا أن النضال السياسي في هذه المرحلة يجب أن ينصب على بقاء شعلة السياسة متقدة بالنسبة إلى المواطنين حتى يقدمون عليها. وأكد العثماني، أن بعض المؤشرات التي تدل، في تقديره، على أن هناك تزايدا في الإقبال على السياسة من خلال الرقم الاستثنائي لعدد المسجلين في اللوائح الانتخابية، الذيعرف تزايدا ملحوظا بالنسبة إلى ما كان عليه من قبل، ولو أنه لا يمثل المأمول. وأشار في السياق نفسه إلى أن الانتخابات لا معنى لها من دون مواطنين، لأنهم هم القادرين على "إفشال جميع محاولات إفراغ السياسة من مضمونها النبيل والشريف الذي هو العطاء في سبيل الوطن"، يضيف المتحدث نفسه.