توصلت «اليوم24» إلى معطيات مثيرة حول قضية اختفاء محجبة في عقدها الثاني من داخل وكالة لبريد المغرب بمدينة فاس نهاية شهر أبريل الماضي، وتقديم عائلتها لشكاية باختطافها من قبل مجهولين، إلا أن التحريات أظهرت أن العروس افتعلت واقعة اختطافها، إذ سافرت إلى مدينة الجديدة لترتيب سفرها إلى سوريا عبر تركيا للالتحاق بعاشقها السوري المحسوب على الجماعات المتطرفة. عناصر المكتب الوطني لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة الدارالبيضاء استمعت أثناء تحقيقاتها إلى المحجبة التي اعترفت بأنها بعد أسبوع من عودتها برفقة زوجها من مدينة العيون إلى فاس، للبقاء مع والديها بحكم انتقال زوجها إلى مدينة مراكش للخضوع لتكوين في مجال عمله بالقوات المسلحة الملكية الجوية، متخصص في ميكانيك الطائرات بالقاعدة الجوية الحربية الرابعة بمدينة العيون، قالت العروس، التي لم يمر على زواجها إلا ثلاثة أشهر، إنها غادرت بيت أهلها وأوهمتهم عبر رسائل نصية أرسلتها من هاتفها إلى هاتف شقيقتها الكبرى تخبرها أنها تعرضت للاختطاف من غرباء، حيث أغلقت هاتفها وسافرت عبر القطار صوب مدينة الجديدة، واستقرت عند صديقة لها بالمدينة، قبل أن تباشر اتصالاتها عبر التطبيق الالكتروني «WhatsApp» مع عشيقها السوري المدعو «مهند» وصديقه العراقي « قتيبة» المقيم بدولة مصر. وأفادت أبحاث المحققين، بعد إجراء الخبرة التقنية على الحاسوب المحمول الذي حجزته الشرطة لدى الزوجة المحجبة إثر توقيفها بمدينة الدارالبيضاء، وولوج عناصر المكتب الوطني لمحاربة الإرهاب إلى الحساب الخاص بالفتاة على الموقع الاجتماعي «الفايسبوك»، أن هذه الأخيرة انخرطت تحت اسم «بحجابي نوري اكتمل» ضمن صفحة بالموقع، التي تضم أزيد من أربعة آلاف عضو تحمل اسم «سوريون بالمغرب الحبيب»، كان قد أسسها سوري يقيم بألمانيا، حيث تعرفت الفتاة عبر الصفحة على السوري «مهند»، وصديقه العراقي «عتيبة»، وحكت لهما عن مشاكلها مع زوجها المغربي، ولجوء عائلتها المحافظة إلى تزويجها منه بغير إرادتها، حيث دأبت على « الشات» مع الشخصين إلى أن وقعت في حب السوري الذي نصحها بالسفر إليه، وهو ما طبقته الفتاة بعد ثلاثة أشهر من زواجها، ولجوئها إلى مدينة الجديدة عند طالبة تنتمي هي الأخرى إلى صفحة «السوريون بالمغرب الحبيب»، وهناك أخبرت العراقي صديق عاشقها بواقعة مغادرتها لبيت الزوجية، حيث طلب منها إنجاز جواز سفر بمساعدة مغربية من معارفه تقيم بمدينة الدارالبيضاء، والسفر إلى تركيا، ومنها إلى سوريا والالتحاق بعاشقها «مهند». وأضافت تحقيقات عناصر الشرطة القضائية أن حلم العروس المحجبة الهاربة من زوجها، لأجل الارتماء بأحضان عشيقها السوري «مهند»، المحسوب على جماعات متطرفة بسوريا، لم يكتمل. فبعد أن عمدت شقيقة الطالبة المغربية صديقة عشيقة «مهند»، التي كانت تقيم معهما بغرفة بمدينة الجديدة، إلى إخطار عائلتهما بمدينة الدارالبيضاء بخصوص قضية المحجبة الفارة من بيت أهلها، الشيء الذي دفع أهل الطالبتين إلى مطالبتهما بإحضار المحجبة، وهناك أقنعوها بضرورة العودة إلى بيت أهلها وزوجها، والتخلي عن فكرة الهجرة إلى سوريا، وهو ما وقع بعد أن قامت عائلة الطالبتين بالاتصال هاتفيا بعائلة المحجبة، حيث حضر إلى مدينة الدارالبيضاء والدها معية عناصر من شرطة فاس وتسلموا الفتاة. وخضعت زوجة عنصر القوات المسلحة الملكية للجو الحربي لتحقيقات ماراطونية دامت ثمانية أيام رهن الحراسة النظرية بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة الدارالبيضاء، حيث جرى نقلها إلى مدينة فاس، وأحيلت في حالة اعتقال بداية الأسبوع الجاري على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، الذي قرر متابعتها في حالة سراح بتهمة «التبليغ عن جريمة الاختطاف مع العلم بعدم حدوثها، ونشر بيانات ومعلومات من شأنها إحداث اضطراب لدى الرأي العام»، ومن المنتظر أن تمثل يوم الاثنين القادم أمام أول جلسة لمحاكمتها.