خلقت تلاوة رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، لأسماء البرلمانيين الغائبين عن الجلسات التشريعية، التي تم تخصيصها للتصويت على القوانين التنظيمية، والذين تجاوز عددهم ال 160 برلمانيا، جدالا ساخنا في مجلس النواب خلال الجلسة التشريعية المنعقدة، اليوم الأربعاء. وفي هذا الصدد، لم يستسغ عدد كبير من البرلمانيين تلاوة العلمي لأسمائهم كغائبين من دون مبررات مقبولة، والتي أجملها رئيس الغرفة الأولى في الشهادات الطبية والتكليف بمهام برلمانية خارج أرض المغرب، حيث أخذوا الكلمة تباعا لتبرير غيابهم بين من برر غيابه بتكليفه بمهام سياسية أو أخرى تدخل في نطاق الديبلوماسية البرلمانية في الخارج. ولعل أكثر البرلمانيين احتجاجا كانت نبيلة بنعمر النائبة عن فريق الأصالة والمعاصرة، والتي انتفضت في وجه العلمي للتذكير بكونها "من أكثر البرلمانيين انضباطا في حضور الجلسات واللجان، لكن غيابها في الجلسة التشريعية السابقة كان لأسباب قاهرة"، ما جعلها تمتعض من إدراج اسمها في لائحة الغياب قائلة "نحن برلمانيون، لكن ذلك لا يمكن أن ينزع عنا إنسانيتنا، فلا يمكن بعد 37 سنة من الزواج أن يكون زوجي مريضا، ولا أقوم بنقله إلى المصحة"، قبل أن تردف غاضبة "إذا كانت صفتي برلمانية ستمنعني من ذلك، فأنا أعلن استقالتي من المجلس". وأعقب إعلان بنعمر عن استقالتها انتقاد عمر احجيرة، النائب الاستقلالي، لما اعتبره "ارتجالية في تسيير أعمال المجلس"، فحسب عمدة وجدة "لا يعقل أن يتم إخبارنا عن طريق رسالة نصية قصيرة يوم الخميس مساء عن موعد الجلسة الجمعة صباحا"، وهو ما لا يمنح حسب المتحدث ذاته إمكانية للتنقل بالنسبة إلى البرلمانيين الذين لايقيمون في مدينة الرباط أو نواحيها، خصوصا أن لهم "التزامات أخرى في مدنهم". ورد العلمي على هذه الانتقادات بكون تحديد مواعيد جلسات المجلس يتم يوم الاثنين من كل أسبوع من طرف مكتب المجلس، نافيا بالتالي اتهامات "الارتجالية"، قبل أن يهدد غاضبا بسحب لوائح غياب النواب وفتح الباب أمامهم لوضع أعذارهم، مؤكدا أن "الغياب في الجلسات التشريعية يجعل المجلس يصوت على قوانين مهمة بأقل من نصف أعضائه"، وهو ما وصفه بالأمر "المؤلم"، إلا أن رفض البرلمانيين لسحب اللوائح حال دون ذلك.